بدأت بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة التونسية اليوم، أعمال المؤتمر ال 40 لقادة الشرطة والأمن العرب , بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين في مختلف الدول العربية وممثلين عن جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة . ورأس وفد المملكة إلى الاجتماعات معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج . وأكد وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب في كلمته الافتتاحية أهمية مؤتمر قادة الشرطة العرب بوصفه محطة مهمة على درب ترسيخ أسس التعاون بين الأجهزة الأمنية العربية وتحقيق مستوى متقدم من التكامل في الرؤى والتصورات الكفيلة بتحديد أولويات العمل الأمني في مجابهة التهديدات التي تتربص بالمنطقة العربية بما يساعد على تعزيز مناخ السلم والاستقرار فيها ودفع مسيرة التنمية والازدهار لصالح شعوبها . وتطرق الوزير التونسي إلى ما بات يتسم به الوضع الإقليمي اليوم من توتر وعدم استقرار نتيجة لتزايد وتيرة التهديدات واستفحال الأزمة في عدد من دول المنطقة , مشيراً إلى ما نتج عن الأوضاع المتأزمة والصراعات المستفحلة في عدد من الدول العربية من خلق بيئة ملائمة لتنامي أنشطة الجريمة المنظمة . كما تحدث عن ما تمثله الخلايا الإرهابية النائمة المنتشرة في عدد كبير من دول العالم من خطر بارز يتهدد أمن واستقرار الأوطان العربية خاصة بعد أن يتم تطعيمها بالعناصر المقاتلة العائدة من بؤر التوتر التي تتمتع بجاهزية عالية لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية , مستعرضاً في هذا الصدد تجربة تونس في مقاومة الإرهاب والانجازات التي حققتها في الفترة الأخيرة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار . من جانبه توجه معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان بأنبل عبارات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب حفظه الله ولأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب لحرصهم الدائم على تعزيز العمل الأمني العربي المشترك . وقال معاليه "لا يسعنا ونحن نجتمع اليوم في هذا المؤتمر الأربعين إلا أن نتذكر بكل إكبار وتقدير المؤتمر الأول لقادة الشرطة والأمن العرب الذي انعقد بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 1972م , والذي شارك فيه نخبة من القيادات الأمنية العربية المتميزة وضعوا أسس التعاون الأمني العربي ومهدوا الطريق الوضاء الذي قاد إلى المكانة العليا التي بات يحتلها الآن " . واستعرض الدكتور كومان الإنجازات التي تحققت في نطاق المؤتمرات المتعاقبة لقادة الشرطة والأمن العرب والتي كان أبرزها وأكثرها حسماً في تاريخ التعاون الأمني العربي فكرة عقد مؤتمر لوزراء الداخلية العرب التي أفضت إلى إنشاء هذا الصرح الأمني الذي بات مثلاً يحتذي في العمل العربي المشترك , مشيراً إلى الإنجازات الرائدة التي تنوعت بين وضع الاتفاقيات والمدونات والاستراتيجيات والخطط والقوانين الاسترشادية وتوحيد الهياكل والنماذج الأمنية وتعزيز تبادل المعلومات وتدعيم التعاون الإجرائي الميداني بين الدول الأعضاء . وتناول معاليه الإنجازات البناءة التي عززت الأمن العربي وركزت شروط التنمية ودعمت العناية بالإنسان ، لافتاً في السياق النظر إلى ما خرج به المؤتمر الأول للاتفاقية العربية لمكافحة الفساد الذي نظمه المجلس مؤخراً وما سبقه من اعتماد المدونة العربية الاسترشادية لقواعد سلوك الموظفين العموميين ، التي شكلت خطوة مهمة على صعيد مواجهة الفساد والجرائم المرتبطة به . وأبرز معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب إسهامات مؤتمرات قادة الشرطة والأمن العرب في تعزيز احترام حقوق الإنسان في نطاق العمل الأمني وإنفاذ القانون , مشيراً إلى أن موضوع حقوق الإنسان قد ظل لسنوات طويلة بنداً ثابتاً على جداول أعمال هذه المؤتمرات وظل الاهتمام به يتعزز عاماً بعد عام إلى أن بات هناك مؤتمر سنوي للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العرب ومؤتمر مشترك كل عامين بين الأجهزة الأمنية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في الوطن العربي . ولفت معاليه في هذا الصدد النظر إلى الإنجازات البارزة التي تحققت في مجال حقوق الإنسان ومنها اعتماد مدونة نموذجية لقواعد سلوك رجل الأمن العربي التي تضمنت مجموعة من المبادئ والالتزامات التي تعزز احترام رجل الشرطة لحقوق الإنسان وكرامته . // يتبع //