افتتح معالي وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو ومعالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان ومعالي مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني أعمال المؤتمر السابع والثلاثين لقادة الشرطة والأمن العرب بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس العاصمة أمس. وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية التونسية خالد بن مساعد العنقري وعدد من سفراء الدول العربية وكبار المسؤولين الأمنيين في مختلف الدول العربية إلى جانب ممثلين عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية /الانتربول/ بالإضافة إلى مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. ويرأس مدير إدارة الإنتربول في وزارة الداخلية اللواء محمد بن علي الزبن وفد المملكة المشارك في المؤتمر. وألقى وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر، وأكد أن الفضل في انتظام انعقاد مؤتمرات قادة الشرطة والأمن العرب يعود إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، مؤكدًا أن سموه سخر حياته رحمه الله لأمن الوطن والمواطن العربي وعمل جاهدا لتذليل الصعوبات التي تعترض مسيرة العمل العربي المشترك ولم يدخر أي جهد طيلة حياته الحافلة بالانجازات في مختلف الميادين لدعم مجلس وزراء الداخلية العرب بفضل ما تميز به من حكمة واقتدار وعمل استشرافي متبصر وبعد نظر في ما يخدم الأمة العربية. وأعرب وزير الداخلية التونسي عن ارتياحه لحرص مجلس وزراء الداخلية العرب على مزيد التقارب بين أجهزة الشرطة والأمن في الدول العربية وذلك من خلال وضع الاتفاقيات والاستراتيجيات والمدونات والقوانين من أجل التصدي لكل ما من شأنه أن يخل باستقرار الدول العربية ومناعتها أو يهدد بشكل أو بآخر أمنها أو تماسك شعوبها. بعدها ألقى معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة رفع فيها الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس الدورة الحالي للمجلس وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب لدعمهم الدائم للعمل العربي الأمني المشترك. وقال معاليه إن هذا المؤتمر ينعقد والمنطقة العربية ما تزال تعيش التداعيات الأمنية للتحولات التي شهدتها منذ عام 2011 فقد أدى الخلل في ضبط الحدود في بعض الدول إلى تفاقم الجريمة خاصة الإرهاب وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية وعمليات التهريب المختلفة. وأضاف أن الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية أسهمت كثيرًا في تنامي ظاهرة الإرهاب بما وفرته لها من انتشار للسلاح لم يسبق له مثيل بينما ساهم الوضع الأمني على صعيد المخدرات في ابتكار مسالك تهريب جديدة أدت إلى ترويج كميات كبيرة من المواد المخدرة ومن المؤثرات العقلية بحيث باتت عقارات كالترامادول تشكل هاجسًا لدى أجهزة مكافحة المخدرات والسلطات الصحية في الدول العربية. ورأى معالي الدكتور كومان أن المقاربة الجديدة للعمل الأمني ينبغي أن تعمل على إزالة العقبات بين كل الشركاء في مواجهة الجريمة وأن تعمق علاقات الثقة المتبادلة بين الشرطة والمجتمع وأن ترأب الصدع الذي يضعف التعاون بين رجال الأمن والجمهور. وأكد أن حرص هذا المؤتمر على مد جسور التواصل وبناء أواصر التعاون بين رجل الأمن والمواطن بتعزيز ثقافة احترام حقوق الإنسان لدى رجال الشرطة وبتدعيم الجوانب الإنسانية والاجتماعية في مهام أجهزة الأمن. عقب ذلك ألقى معالي مدير الأمن العام رئيس المؤتمر السابع والثلاثين لقادة الشرطة والأمن العرب الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني كلمة نقل فيها للمشاركين تحيات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس الدورة الحالية للمجلس وتمنياته الصادقة لأعمالهم بالتوفيق والنجاح. وقال إن مؤتمرات قادة الشرطة والأمن العرب ما فتئت منذ أكثر من أربعين عامًا تشكل محطة بارزة للعمل الأمني العربي المشترك منذ انعقاد أول مؤتمر في مدينة العين في دولة الإمارات وكانت المؤتمرات السنوية لقادة الشرطة والأمن العرب كانت دائمًا على مستوى التحديات مستجيبة لتطلعات الشعوب العربية لضمان أمنها واستقرارها حريصة على التعاون مع المستجدات الأمنية بأدوات متطورة تواكب التطورات المتلاحقة لعالم الجريمة والإجرام. وفي تصريح لوكالة الأنباء السعودية عقب اختتام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد الفريق أول سعيد بن عبد الله القحطاني أن المؤتمر يعد محطة مهمة في طريق التعاون العربي المشترك. وقال معاليه إن كل الأمور التي طرأت في العالم العربي ستكون على طاولة البحث وسيتم الاستفادة من تجارب وخبرات كل جهاز أمني عربي سواء في الدول المتجاورة أو على نطاق الوطن العربي. ويدرس المؤتمر السابع والثلاثون لقادة الشرطة والأمن العرب الذي يتواصل على مدى يومين عددًا من المواضيع الأمنية المهمة من أهمها تطوير أداء الإعلام الأمني العربي وإظهار الصورة الإيجابية لرجل الأمن العربي في وسائل الإعلام ومشروع إستراتيجية عربية لمواجهة الجرائم الالكترونية ودراسة حول حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في المجال الأمني، إضافة إلى تقديم تجارب أمنية متميزة في عدد من الدول الأعضاء.