ينقضي عام ويأتي عام جديد ليسطر في صفحاته إنجازات هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله على مختلف الصعد المحلية والعربية والإسلامية والدولية. فهاهي شهور هذا العام 1437 ه وأيامه تطوي صفحاتها ولم يبق منها سوى ساعات قليلة لنستقبل عاما جديدا مع أمل متجدد دائما لإنسان هذا الوطن بمستقبل ملؤه الخير والسلام وعزيمة على عمارة الأرض بالعطاء والإنجازات. وينطوي العام الهجري الحالي وقد سجل للمملكة العربية السعودية العديد من المنجزات التي سيحفظها التاريخ المعاصر بأحرف من نور لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بوصفه رجل الحزم والسلام والأمن. فعلى الصعيد المحلي افتتح خادم الحرمين الشريفين أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى وقال لقد قامت دولتكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتشرفت بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وشهدت منذ تأسيسها لحمة وطنية شهد بها الجميع، واستمرت عجلة التطوير والنماء في وتيرة متصاعدة، رغم التقلبات الاقتصادية الدولية. وأضاف أنه إدراكاً من حكومتكم أن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، فقد واصلت اهتمامها بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد وغيرها، ووفرت لها الدعم غير المحدود المادي والبشري والتنظيمي، وتأتي إعادة تنظيم أجهزة مجلس الوزراء دعماً لمسيرة التنمية. وبين أن المملكة تسير في سياستها الخارجية على مبادئها الثابتة، الملتزمة بالمواثيق الدولية، المدافعة عن القضايا العربية والإسلامية، الرامية إلى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، الساعية إلى توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية. وعلى المستوى الخارجي وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالقضايا العربية والدولية، وصل - حفظه الله - في يوم 29 من شهر جمادى الآخرة إلى القاهرة في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية تلبية للدعوة الموجهة إليه من أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وعقد خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، جلسة مباحثات ثنائية. وقلد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قلادة النيل وهي ارفع الأوسمة في جمهورية مصر. وشهد خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس المصري التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات. وشهدت الزيارة منح جامعة القاهرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الدكتوراه الفخرية، تقديرا لدوره - أيده الله - المتفرد، وبوصفه شخصية عالمية محورية لها تأثير بالغ ومشهود في محيطها العربي والدولي. وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - خلال كلمة ألقاها في قصر الاتحادية عن اتفاقه مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم. بدوره اقترح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إطلاق اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز على الجسر البري المزمع إنشاؤه ويربط بين المملكة ومصر. وشهد - حفظه الله - وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات وإعلانين لمشروعين تم تأسيسهما. وفي الرابع من شهر رجب الماضي وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى أنقرة في مستهل زيارة لجمهورية تركيا تلبية للدعوة الموجهة له من فخامة الرئيس رجب طيب اردوغان، الذي استقبل خادم الحرمين الشريفين ومنحه - أيده الله - وسام ( الجمهورية ) وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول. وعقد خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس جمهورية تركيا جلسة مباحثات رسمية أشار خلالها أردوغان إلى أهمية استمرار اللقاءات بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية لما فيه تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، فيما شدد خادم الحرمين الشريفين على ثقته أن المباحثات ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ علاقات البلدين الاستراتيجية مما يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية بما يعود بالنفع عليهما. وتمكن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً, وأصبح للمملكة وجودا أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي. وفي مجال علاقات المملكة المتميزة مع دول العالم جاءت زيارة الكثير من الملوك والرؤساء والزعماء إلى المملكة لتشكل رافدا آخر من روافد السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والأمن الدوليين, حيث كان محور حديثه حفظه الله مع القادة والمسؤولين في تلك الدول هو وحدة الأمة العربية وخدمة الأمة الإسلامية , إضافة إلى دعم علاقات المملكة مع الدول الصديقة فكانت بفضل الله لقاءات ناجحة انعكست نتائجها بشكل إيجابي على مسيرة التضامن العربي والأمن والسلام الدوليين . وفى إطار الأعمال الإنسانية للمملكة العربية السعودية حرصت المملكة على أن تكون سباقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل القارات في أوقات الكوارث التي تلم بهم. // يتبع //