أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني عمق العلاقات التاريخية الخليجية البريطانية والرغبة الأكيدة في تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة، معربا عن ثقته في قدرة الجانبين على تطوير التعاون المشترك إلى آفاق أشمل وأوسع. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الخليجي البريطاني الذي بدأ أعماله اليوم في لندن بتنظيم من الغرفة التجارية العربية البريطانية ، بحضور الأمير أندرو دوق يورك وعدد من وزراء التجارة بدول المجلس وسفراء دول مجلس التعاون لدى المملكة المتحدة وممثلي غرف التجارة الخليجية ورجال المال والأعمال. وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون في كلمته باستمرار الحوار الاستراتيجي الخليجي البريطاني، مشيرا إلى أنه تم التوافق في الاجتماع الوزاري المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون وبريطانيا الذي عقد في جدة في شهر مايو الماضي على عقد اجتماع مشترك بين القطاعين العام والخاص في لندن في شهر أكتوبر المقبل مما سيعزز من فرص تبادل التجارب في خطط التنمية الوطنية والتنويع الاقتصادي. وقال :إن فرص التعاون الاستثماري بين الجانبين الخليجي والبريطاني متوفرة ، وينبغي الاستفادة من الفرص المتاحة في الوقت الحاضر ، مشيرا الى أن الجانبين بما لديهما من علاقات محلية وإقليمية ودولية ينبغي أن يعملا على تعزيز الشراكة والتعاون بما يخدم مصالحهما المشتركة. وأضاف معاليه أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي لن يغير شيئا في متانة العلاقات الخليجية البريطانية الوطيدة، مؤكدا أن دول مجلس التعاون ستواصل جهودها لتعزيز العلاقات الوثيقة والثقة المتبادلة والتعاون المشترك مع المملكة المتحدة بما يخدم مصالحهما المشتركة. وأوضح الدكتور الزياني أن دول مجلس التعاون تشغل موقعا مركزيا في المنطقة،وهي دول مؤثرة من الناحية التاريخية والثقافية والدينية، كما أنها قوة مؤثرة في مجالات الاستثمار بما تملكه من موارد مالية محفزة للنمو الوطني والإقليمي والدولي، وهي تمتلك من الطموحات والتصميم والإرادة لتحويل الرؤية إلى واقع ملموس، مشيرا إلى أن قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون بإنشاء هيئة للشؤون الاقتصادية والتنموية سيمكن دول المجلس من تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل فيما بينها في المجالات الاقتصادية والتنموية. وأشار إلى أن تحقيق الأمن في المنطقة هو محل اهتمام رجال الأعمال والمستثمرين لتحقيق الشراكة الاقتصادية مع دول مجلس التعاون أو دول المنطقة، مشيرا إلى أن العالم لايزال يواجه تهديدات الإرهاب والتطرف والفكر المنحرف، ويعمل على طرد تنظيم داعش من معاقله، وتسوية الصراعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن، مؤكدا أن دول مجلس التعاون تلعب دورا مهما في تخفيف حدة الصراعات في المنطقة. وقال الأمين العام لمجلس التعاون :إن دول مجلس التعاون، بالرغم من أنها تقع في منطقة متوترة، فهي تعمل على أن تكون جزيرة تنعم بالهدوء وتصدر السلام والنصح والمشورة ، مؤكدا أن دول مجلس التعاون سوف تحافظ على استقرارها وسمعتها كمنطقة استثمارية آمنة وواعدة، وأن الاستثمار فيها أكثر أمانا من الاستثمار في الكثير من مناطق العالم الأخرى. وأعرب الدكتور الزياني عن تطلع دول مجلس التعاون إلى أن تكون علاقاتها مع ايران قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، معربا عن الأمل في أن توجه إيران الأموال بعد رفع العقوبات عنها في مصلحة شعوبها واستقرار المنطقة. ودعا معالي الأمين العام لمجلس التعاون المشاركين في المنتدى إلى التركيز على القضايا المتعلقة باشراك الشباب في مسيرة التنمية وسبل إعدادهم للمستقبل، وبالأخص في ريادة الأعمال، مشيرا الى ضرورة توفير الفرص أمام رواد الأعمال الشباب وخريجي الجامعات للانخراط في هذا المجال الذي سوف يساعد على تطوير مهاراتهم وتعزيز الثقة لديهم مما سوف يسهم في نمو الشراكات التجارية، معربا عن اعتزازه بأداء الطلبة الخليجيين الدارسين في الجامعات البريطانية، وتطلعه الى مساهمتهم مستقبلا في النهضة الخليجية وتعزيز العلاقات المشتركة بين الجانبين. //انتهى//