التقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي, بمكةالمكرمة اليوم, عدداً من دعاة قارة أفريقيا المشاركين في الملتقى الخامس والعشرين للجنة الدعوة في أفريقيا, بحضور صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا، وأعضاء اللجنة. وألقى معالي الدكتور التركي كلمة في مستهل اللقاء أشار فيها إلى أن دين الإسلام يدعو الجميع إلى التعاون على ما يعود بالفضل على الفرد والجماعة بالخير، مبينًا أن الله عز وجل استثنى من الخسارة هؤلاء المؤمنون الذين كملوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح ثم كملوا غيرهم بدعوتهم للحق والصبر والثبات عليه. وأوضح معاليه أن لقاء المسلمين بعضهم مع بعض يزيد المودة والمحبة ويقوي التواصل والأخوة بين أفراد المسلمين، مستدلا بقول الله تعالى: " إنما المؤمنون إخوة " وقوله " واعتصموا بحبل الله جميعاً ", الذي دلّ على أن الأخوة فيما بيننا هي بالدين، وأن رابط الإيمان وأخوة الإسلام فوق كل الروابط لا يفرق بنا لا النسب ولا العرق ولا اللون ولا الإقليم . وتطرق معاليه إلى أهمية عنوان الملتقى لهذا العام بسبب ما ابتليت به الأمة الإسلامية جرّاء الانحراف الفكري الذي استغله الأعداء ففرقوا الأمة الإسلامية ونالوا منها. وقال معالي الدكتور التركي : " لقد شرف الله المملكة بهذا الدين القيّم وبتحكيم الشريعة والعمل بها وتطبيقها ثم شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين, فرعت الحرمين أحسن رعاية, وقامت بالدعوة إلى الله وفتح مراكز إسلامية وإعانة المسلمين والوقوف معهم في شدائدهم وكرباتهم، وتنظم المملكة المؤتمرات واللقاءات لأنها بلد إسلامي يلتزم الشريعة الإسلامية وتطبيقها في الأحكام وإقامة الحدود " . وأضاف : " أن بيننا وبين القارة الإفريقية ارتباط قوي من أولها هجرة المسلمين للحبشة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك الفتوحات الإسلامية التي عمت المغرب الإسلامي ودخل الناس في دين الله أفواجا, فالعالم الإسلامي يواجه تحديات عظيمة, تحديات في العقيدة والأخلاق والقيم, ودعاة الضلال جادون بإبعاد المسلمين عن دينهم وإيقاع الفتن بين صفوفهم " . وأشار إلى أن هناك حملات لتشتيت الأمة وإضعاف كيانها ولطمس معالم الدين من قلوب الناس، ومن ذلك ما تتعرض له القارة الإفريقية كسائر دول الإسلام من محن وحملات منظمة الهدف كإقصاء المسلمين فيها وإبعادهم عن دينهم وتشكيكهم فيه والطعن فيه, داعياً الجميع إلى تقوى الله عز وجل والتعاون والتناصح واستشارة البعض حتى لا يتمكن الأعداء من المسلمين . واختتم معاليه حديثه بتقديم الشكر لله ثم لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على مايولونه من اهتمام ورعاية بالدين الإسلامي والمسلمين، كما شكر سمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد على جهوده الخيرية في دعم قضايا المسلمين في أفريقيا.