أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن رقما قياسيا بلغ 65.3 مليون شخص نزحوا عن ديارهم في أنحاء العالم العام الماضي ، وأن الكثيرين منهم فروا من الحروب ويواجهون عادة الجدران والقوانين الصارمة ورهاب الأجانب مع وصولهم للحدود . وقالت المفوضية في تقرير لها صدر اليوم تحت عنوان " الاتجاهات العالمية " وجاء بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين " إن القتال في سوريا وأفغانستان وبوروندي وجنوب السودان تسبب في موجة النزوح الأخيرة مما رفع العدد الإجمالي للاجئين إلى 21.3 مليون شخص نصفهم من الأطفال " . وأشار التقرير إلى أن رقما قياسيا بلغ مليوني طلب لجوء جديد تم تقديمها في الدول الصناعية في 2015 . ومن بين هؤلاء ما يقرب من 100 ألف طفل جاءوا بدون عائلاتهم أو فصلوا عنها وهو ورقم قياسي يمثل ارتفاعا بثلاثة أمثال عن الرقم المسجل عام 2014. وجاءت ألمانيا - التي يحمل واحد من كل ثلاثة متقدمين بطلب لجوء إليها الجنسية السورية - على رأس الدول التي تلقت طلبات بتسجيل 441900 طلب وتلتها الولاياتالمتحدة بتسجيل 172700 طلب ، والكثيرون منهم هاربون من العنف المرتبط بالعصابات والمخدرات في المكسيك ودول أمريكا الوسطى . وقال التقرير " إن الدول النامية مازالت تؤوي 86 % من لاجئي العالم وعلى رأسها تركيا التي يعيش فيها 2.5 مليون سوري وتليها باكستان ثم لبنان. وأوضح مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي في بيان صحفي أن اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط ويصلون إلى شواطئ أوروبا يحملون رسالة مفادها أنك إن لم تحل المشكلات فإن المشكلات ستأتي إليك " . وأكد أنه من المؤلم أن الأمر استغرق كل هذا الوقت الطويل " ، وقال " نحتاج لتحرك سياسي لوقف الصراعات وسيكون هذا أهم وسيلة لمنع تدفق اللاجئين " . ولفت جراندي النظر إلى إن طالبي اللجوء الهاربين من الصراعات أو الاضطهاد يواجهون جدرانا عازلة وأجواء مناهضة للأجانب بصورة متزايدة . وأشار إلى أن تزايد الرهاب من الأجانب أصبح للأسف سمة أساسية للبيئة التي يعمل فيها ، وقال " الجدران العازلة ترتفع في كل مكان ولا أتحدث فقط عن الجدران المادية بل أتحدث عن الجدران التشريعية التي ترتفع في العالم بما يشمل دولا في العالم الصناعي المتقدم كانت لفترة طويلة معاقل لمبدأ الدفاع عن الحقوق الأساسية المتعلقة باللجوء " . وأضاف " حقيقة أن التدفق توقف لا تعني أن مشكلة النزوح انتهت . ربما تكون انتهت بالنسبة لبعض الدول التي لن تضطر للتعامل مع الأمر في الوقت الراهن."