أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، أن 65.3 مليون شخص نزحوا عن ديارهم في أنحاء العالم العام الماضي، كثيرون منهم فروا من الحروب، لكنهم يواجهون عادةً الجدران والقوانين الصارمة وكره الأجانب مع وصولهم إلى الحدود. ويعني ذلك الرقم القياسي الذي قفز من 59.5 مليون شخص في العام 2014 وبنسبة 50 في المئة خلال 5 سنوات، أن شخصاً من بين كل 113 شخصاً في العالم يحمل حالياً صفة لاجئ أو طالب لجوء أو نازح داخل بلاده. ويشمل المجموع الذي يبلغ 65.3 مليون لاجئ ونازح، 3.2 مليون شخص في الدول الصناعية كانوا حتى نهاية عام 2015 ينتظرون قراراً بشأن اللجوء (وهو أكبر مجموع سجلته المفوضية)، و21.3 مليون لاجئ في العالم (أكثر ب1.8 مليون مقارنةً بعام 2014 وأعلى عدد للاجئين منذ أوائل تسعينيات القرن ال20)، و40.8 مليون شخص أُجبِروا على الفرار من منازلهم لكنهم بقوا ضمن حدود بلدانهم (بارتفاع 2.6 مليون عن العام 2014، وهو الأعلى على الإطلاق). وذكرت المفوضية في تقرير «الاتجاهات العالمية» الذي صدر بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين، أن القتال في سورية وأفغانستان وبوروندي وجنوب السودان تسبب بموجة النزوح الأخيرة، ما رفع العدد الإجمالي للاجئين إلى 21.3 مليون شخص نصفهم من الأطفال. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: «اللاجئون والمهاجرون الذين يعبرون البحر المتوسط ويصلون إلى شواطئ أوروبا يحملون رسالة مفادها أنك إن لم تحل المشكلات فإن المشكلات ستأتي إليك». وأشار التقرير إلى أن رقماً قياسياً بلغ مليوني طلب لجوء جديد قُدمت في الدول الصناعية في العام 2015. ومن بين طالبي اللجوء حوالى 100 ألف طفل جاؤوا من دون عائلاتهم أو فُصلوا عنها، وهو رقم قياسي يمثل ارتفاعاً ب3 أمثال عن الرقم المسجل في العام 2014. وحلّت ألمانيا، التي يحمل واحد من كل 3 متقدمين بطلب لجوء إليها الجنسية السورية، على رأس الدول التي تلقت طلبات، بتسجيل 441900 طلب، تلتها الولاياتالمتحدة بتسجيل 172700 طلب، كثيرون منهم هاربون من العنف المرتبط بالعصابات والمخدرات في المكسيك ودول أميركا الوسطى. وأكد التقرير أن الدول النامية ما زالت تؤوي 86 في المئة من لاجئي العالم، على رأسها تركيا، التي يعيش فيها 2.5 مليون سوري، تليها باكستان ثم لبنان. ومن بين الدول التي شملها تقرير «الاتجاهات العالمية» يبرز كل من: سورية التي أفرزت 4.9 مليون لاجئ، وأفغانستان 2.7 مليون، والصومال 1.1 مليون شخص، وهي تستأثر مجتمعة بأكثر من نصف اللاجئين تحت ولاية المفوضية في العالم. وسجل كل من كولومبيا 6.9 مليون نازح داخلياً، وسورية 6.6 مليون، والعراق 4.4 مليون، كالدول التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً. وشكلت اليمن أكبر منتج للنازحين داخلياً في العام 2015 ب 2.5 مليون شخص، أو 9 في المئة من عدد سكانها. وقال غراندي إن طالبي اللجوء الهاربين من الصراعات أو الاضطهاد يواجهون جدراناً عازلة وأجواء مناهضة للأجانب بصورة متزايدة. وأضاف: «تزايد الرهاب من الأجانب أصبح للأسف سمة أساسية للبيئة التي نعمل فيها. الجدران العازلة ترتفع في كل مكان، ولا أتحدث فقط عن الجدران المادية بل أتحدث عن الجدران التشريعية التي ترتفع في العالم بما يشمل دولاً في العالم الصناعي المتقدم كانت لفترة طويلة معاقل لمبدأ الدفاع عن الحقوق الأساسية المتعلقة باللجوء».