دعت جامعة الدول العربية إلى ضرورة تضافر الجهود لحماية الملكية الفكرية وزيادة الوعي العربي بموضوعاتها، محذرة من خطورة قرصنة الأعمال الإبداعية التي باتت تهدد الاقتصاد العربي والعالمي وتكبد المبدعين والشركات خسائر فادحة. وأكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية السفير محمد التويجري، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر " الإبداع الرقمي: الثقافة العربية تتجدد " في إطار احتفال الجامعة باليوم العالمي للملكية الفكرية اليوم، أهمية استثمار الدول العربية للثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الثقافة العربية وتجديدها ونشر القيم الصحيحة للدين الإسلامي. وعدّ التويجري اليوم العالمي للملكية الفكرية، فرصة فريدة كل عام لمشاركة جميع أصحاب المصالح في جميع أنحاء العالم للنظر في الكيفية التي تسهم بها الملكية الفكرية في ازدهار الموسيقى والفنون والإبداع الرقمي الذي يساعد على بناء الحياة. وقال مدير المكتب الاقليمي للدول العربية التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية الدكتور وليد عبد الناصر من جانبه، إن الثورة في مجال الاتصال والمعلومات كان لها مردود كبير على الإبداع الفكري في شتى المجالات، ما دعا المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية إلى مراجعة الكثير من التعريفات والمفاهيم القانونية بالإضافة لمراجعة عديد المعاهدات الدولية المعنية بالملكية الفكرية والتي تبلغ 26 معاهدة. ولفت الانتباه إلى أن بعض الأحكام الواردة في هذه المعاهدات والاتفاقيات أصبحت قاصرة أمام مستجدات هذه الثورة، مما يستدعي إعادة التفاوض حول أحكام هذه المعاهدات، منبهًا إلى أن هناك فجوة رقمية بين دول العالم والمنطقة في هذا المجال. من جانبها نوهت مديرة إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة العربية الدكتورة مها بخيت بقناعة الدول العربية بنظام الملكية الفكرية كمحرك اقتصادي تنموي، مشيرة إلى القرار الذي أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي في فبراير الماضي بإنشاء لجنة فنية دائمة للملكية الفكرية، فضلاً عن صدور القانون العربي الاسترشادي لحماية حقوق الملكية الفكرية. ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددًا من المحاور المهمة، من بينها البيانات الرقمية والقرصنة على الانترنت وأشكال القرصنة وأثارها على البيئة الرقمية، والدليل الرقمي لجريمة فك القنوات الفضائية المشفرة والدواعي القانونية لمواجهتها، والتحدي الذي يواجهه نظام الملكية الفكرية.