جذبت صناعة المسرجة الموجودة في بيت المدينةبالجنادرية 30 زائري المهرجان , حيث أضاءت بيوت أهل المدينة وطرق الزائرين لمدينة الرسول الكريم قديماً وسمى صانعها " السمكري " . والمسرجة هي الأداة الأولى المستعملة في إضاءة المنازل قديمًا , ومن ثم دخلت الكهرباء للمملكة في بداياتها الأولى إلى المدينةالمنورة عام 1327ه، عندما تمت إضاءة المسجد النبوي الشريف بالتيار الكهربائي من مولدين قدرة كل منهما عشرة كيلو وات، أحدهما يعمل بالفحم، والآخر بالكيروسين تم تركيبهما في دار الضيافة بباب المجيدي. وتسمّى في بعض المناطق بالسراج، وهي خفيفة الضوء صغيرة الحجم، وكانت غالبًا ما توضع على بدايات السلالم، أو بالقرب من غرف الخدمات كدورات المياه أو المطبخ، وكانت المسرجة مكشوفة وقد تهب نسمة هواء خفيفة فتطفئها لذلك توضع في أماكن ضيقة لا تتعرض لتيارات الهواء، فكانت عبارة عن إناء صغير غالبًا يكون مصنوعًا من التنك، وهو معدن النحاس الخفيف، وتصنع على شكل اسطواني يوضع في آخره الكاز، وتظهر منه فتيلة تشتعل فتعطي ضوءًا خافتًا.. وبعد أن ينتهي المساء وتشرق الشمس آذنةً بيوم جديد يأتي دور ربات البيوت في تنظيف الأطر الزجاجية التي تغطي جسم الفانوس، واللمبة من الاسوداد الذي يتسبب فيه لهيب الفتيلة المشتعلة، وكان هذا يتم يوميًّا مع الحرص التام على عدم كسر الزجاجة، وذلك لغلاء سعرها قياسًا على الحياة البسيطة في ذلك الوقت في المدينةالمنورة. ولفت أنظار زوار جناح البيت المديني السمكري وهو يصنع " المسرجة التي كان يعتمد عليها سكان المدينة قديما وزائريها من الحجاج الذين يفدون إليها في كل عام ، حيث اشتهرت هذه الصناعة وشاعت هذه الحرفة ودامت حتى الآن، ويطوع الصفائح الحديدية الرقيقة، ويصنع منها العديد من الأدوات المستخدمة في حينها مثل السراج القديم، ومهنة السمكري من المهن المعروفة في المدينةالمنورة. وتختلف مهنة السمكري سابقًا عن المهنة المرتبطة بإصلاح السيارات في الوقت الحاضر حيث يستخدم السمكري أدواته البسيطة كالمطرقة الحديدية لتطويع الصفائح المعدنية الرقيقة، وإنتاج أدوات ضرورية للاستخدام اليومي، ونجد لدى السمكري السراج القديم، والفوانيس، والمحاقين، وبيوت الساعات، وسمار الشاهي، وأوقيات السمن، وأباريق الوضوء، وأدوات الحجامة، وحافظات الصكوك والوثائق، وبعض أنواع الحقائب المعدنية، وجواريف السكر وغيرها. ولم يمنع ظهور الصناعات الحديثة من بقاء السمكري محافظًا على مهنته، فهو يتحف أهل المدينةالمنورة بما يصنعه من أدوات صمدت أمام المنافسة الصناعية الشديدة، كما أن اقتناء منتجاته يظل هواية لدى أهل المدينة القدماء.