أكد فخامة الرئيس شين جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ودعم الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب . جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم أمام المندوبين الدائمين للجامعة العربية بمناسبة زيارة فخامته لمقر جامعة الدول العربية، ومرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية، بحضور دولة رئيس وزراء جمهورية مصر العربية المهندس شريف إسماعيل، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي . وشدد الرئيس الصيني على دعم بلاده لعملية السلام في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، معلنا أن الصين في إطار دعمها لفلسطين وقضيتها دعمتها بمبلغ 50 مليون يوان صيني كما أقامت محطة لإنتاج الطاقة الشمسية هناك . وفي الشأن السوري أكد على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في سوريا، مشددا على أن الشعب السوري هو المتضرر الأول والأخير من استمرار تلك الأزمة، وأن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة . وطالب الرئيس الصيني بضرورة استمرار تسيير عملية تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، لافتا إلى أن بلاده خصصت 230 مليون يوان صيني كمساعدات إنسانية للمتضررين في سوريا وليبيا واليمن . كما أكد الرئيس الصيني أهمية تفعيل مبادرته التي أطلقت في عام 2014 لتعزيز الشراكة العربية الصينية خاصة في مجالات الطاقة والبنى التحتية والتجارة والتكنولوجيا المتقدمة وإطلاق حوار استراتيجي سياسي عربي صيني. وأوضح أن بلاده تشكل ثاني أكبر شريك تجاري مع العالم العربي حيث يصل حجم التبادل التجاري بينهما 46.4 مليار دولار، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء منطقة تجارة حرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي والتركيز على مشروعات بالعملة الصينية فضلا عن إقامة صندوقين للاستثمار العربي الصيني وتوقيع اتفاقيات بشأن مشروعات في مجالات الطاقة النووية والطاقة النظيفة والمتجددة إلى جانب إطلاق العديد من اتفاقيات التعاون بين 100 مؤسسة ثقافية صينية مع نظيرتها في العالم العربي. ولفت الرئيس الصيني إلى أن بلاده تستوعب حوالي 14 ألف طالب عربي وهناك 11 معهدا صينيا في الدول العربية كما أن الرحلات الجوية تصل إلى 183 رحلة كل أسبوع بين الجانبين. وأكد التزام الصين بدعم جهود التنمية السلمية والإستراتيجية مع الدول العربية والتي ترتكز الترابح والمنفعة المشتركة والمشاركة الحثيثة في الحوكمة العالمية وتعميق المصالح المشتركة مع دول العالم انطلاقا من أن مصيرنا موحد مع البشرية جمعاء، معرباً عن تطلع بلاده للتشارك مع الدول العربية خلال السنوات الخمس المقبلة لبناء وتفعيل مبادرة "حزام وطريق" وتحقيق التنمية والسلام في المنطقة ودعم جهود الاستقرار والتفاهم بين الشعوب وترسيخ التوافق بين الحضارات. وحول أهمية وجود رؤية موحدة لمكافحة الإرهاب، أكد الرئيس الصيني في كلمته على أهمية وجود رؤية موحدة لمكافحة الإرهاب الذي بدوره لا يعرف حدودا ولا يمكن ربطه بدين أو عرق، مشددا على دعم بلاده للإجراءات الشاملة التي تتخذ لمكافحة الإرهاب. وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده تعتزم إنشاء مركز دراسات صيني عربي للإصلاح والتنمية وتنظيم اجتماع مائدة مستديرة لمناقشة سبل مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن هذه الجهود ستكون في إطار منتدى التعاون العربي الصيني. وشدد على أهمية التعاون في مجال أمان الانترنت لقطع بث القنوات المرئية والمسموعة التي تحض على الإرهاب وإعداد معاهدة دولة لمكافحة الإرهاب الإلكتروني وتخصيص 300 مليون دولار للتدريب الشرطي لحفظ الاستقرار والأمن في المنطقة ، مشيراً إلى أن تشجيع بلاده ل"التعاون المبدع" وأيضا تشجيع اتفاقيات النفط طويلة الأجل وإيجاد آليات استثمارية جديدة للتعاون العربي الصيني وتوسيع الاستثمارات بالعملة الصينية وإقامة صناديق اجتماعية في إطار مبادرة "حزام وطريق" والاستفادة من المراكز القائمة لنقل التكنولوجيا والطاقة النووية. وأكد عزم بلاده على مواصلة دعم كافة مجالات التعاون مع الدول العربية سواء من خلال القروض أو المشروعات في كافة المجالات، لافتا في هذا الإطار إلى مشروع "الحدائق الصناعية" والدعم الصيني لتنمية منطقة محور قناة السويس وبناء المصانع وتحقيق شراكة علمية صينية عربية وإطلاق مختبرات في مجال التكنولوجيا الحديثة وكذلك التعاون في قطاعات مشروعات الصلب والحديد ومواد البناء وصناعة السيارات وربط فرص الاستثمار بالتنمية البشرية التي تتمتع بها دول الشرق الأوسط . وأعلن الرئيس الصيني عن توفير 10 آلاف منحة دراسية وتدريبية، ودعوة 1500 من القيادات الحزبية العربية والشباب لزيارة الصين في إطار تعزيز التعاون الصيني العربي المشترك، وتبادل 10 آلاف فنان صيني وعربي، فضلا عن إطلاق مشروع لترجمة ألف كتاب لتعزيز التلاقي الثقافي بين المؤسسات بين الصين والدول العربية. من جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته، عن تطلع الدول العربية لمزيد من الدعم الصيني للعمل على إيجاد حلول فعالة من خلال مجلس الأمن تجاه الأزمات العربية خاصة الأزمتين السورية واليمنية والوضع في ليبيا فضلا عن تفشي ظاهرة الإرهاب والتي تعتبر آفة العصر والتي تزكيها تدخلات إقليمية وأجنبية مما يؤثر سلبا على الاستقرار الإقليمي. // يتبع // 21:47 ت م تغريد