تحت شعار "حماية مستقبلنا" تحتفي دول العالم هذا اليوم الذي يوافق الرابع عشر من نوفمبر باليوم العالمي للسكري والذي يُعد مناسبة هامة لتكثيف الجهود لرفع الوعي بداء السكري ومضاعفاته وأهمية التحكم به وكيفية الوقاية منه والتعريف بحجم المشكلة وأهميتها تجاوباً مع نداء منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للسكري وإلى إذكاء الوعي العالمي بهذه الجائحة... صرح بذلك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة... وأضاف بأن هذا اليوم يتوافق مع ميلاد فريدريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين في عام 1922م والتي أصبحت ضرورية لمرضى السكري... حيث يأتي شعار هذا العام استمراراً للحملة العالمية للسكري والمتواصلة منذ عام 2009م إلى عام 2013م وموضوعها الأساسي التثقيف والوقاية من داء السكري تحت عنوان "حماية مستقبلنا"... فلقد أصبح هذا الداء من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى دول العالم وتعتبر منظمة الصحة العالمية داء السكري من الأمراض التي بلغت حد الخطورة حيث يصيب حالياً حوالي 300 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم، مما يمثل (6.6%) من البالغين وتقدر الزيارة السنوية بحوالي 7 مليون مريض، ولذا دعت المنظمة الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة للحد من انتشاره وذلك عبر البدء ببرامج المكافحة الأولية للمرض والثانوية لمضاعفاته الحادة والمزمنة... وأكد المدير العام للمكتب التنفيذي إن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي كان حريصاً على التصدي لهذا الداء حيث وقع معالي وزراء الصحة بدول المجلس خلال مؤتمرهم الثالث والستين على "الإعلان المشترك حول الداء السكري" واعتماده كالتزام لتحسين الصحة العمومية والتصدي لمشكلة الداء السكري حيث تضمنت نقاط الإعلان على عدد من الجوانب منها وضع التصدي لمشكلة الداء السكري على قمة أولويات القضايا الصحية، مما يتطلب دعم سياسي فاعل وموارد بشرية ومادية كافية كضرورة أساسية لدول المجلس للبدء في وضع وتطبيق السياسات والخطط والبرامج اللازمة لذلك، والالتزام باتخاذ الإجراءات المناسبة التي تساعد على التقليل من عبء المرض بتحقيق الأهداف العالمية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الأمراض غير المعدية - وفي مقدمتها الداء السكري- خلال العشر سنوات القادمة. وأعقب ذلك إصدار إعلان جدة لرعاية مرض السكري (صفر 1431ه / فبراير 2010م)، ثم إعلان دبي حول الأمراض المزمنة غير المعدية والسكري (محرم 1432ه/ديسمبر 2010م) حيث تضمنت المحاور الرئيسية لضمان الرعاية المقدمة لمرضى السكري ومشاركة جميع الجهات ذات العلاقة في خطط الوقاية والمكافحة. وأضاف الدكتور خوجة لقد أرهق السكري الخدمات الصحية بدول الخليج حيث أخذ حيزاً لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات، ففي دراسة هامة أجريت بمدينة الرياض اتضح أن (32%) من المرضى المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكري، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به، كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات والتقارير الخليجية المعتمدة تؤكد تفاقم المشكلة حيث تتراوح نسبة الإصابة بداء السكري ما بين (12.4، 24%) في دول مجلس التعاون الخليجي... واستطرد قائلاً أنه من العوامل التي ساعدت في زيادة معدلات الانتشار لداء السكري النمو السكاني وتشيخ السكان، وارتفاع معدلات السمنة وزيادة الوزن وقلة النشاط البدني والأنماط الغذائية غير الصحية، وزيادة عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم نتيجة الاهتمام المتزايد بذلك المرض ولإجراء المسوحات الكبيرة في شتى بلدان العالم. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء في جميع أنحاء العالم، فإن أكثر من (438) مليون أو (7.8%) من السكان سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2030م كل ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية حيث وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية مما سيكلف ما بين (213-396) دولار دولي ما يمثل نحو (40%) من الميزانيات الصحية للدول آنذاك... وعليه فإن مرض السكري يُعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواءً التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو (6%) من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصادياً وتصل هذه التكاليف حالياً إلى (60) بليون دولار أمريكي في الولاياتالمتحدة، (16.94) بليون دولار في اليابان، (10.67) بليون دولار في ألمانيا وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك على الانتاج. وفي ختام تصريحه أشاد المدير العام للمكتب التنفيذي بالجهود الحثيثة التي تبذلها وزارات الصحة بدول مجلس التعاون خلال الآونة الأخيرة بالعمل على تنفيذ الخطة الخليجية لمكافحة هذا المرض، حيث أصدر معالي الوزراء عدداً من القرارات الوزارية المتعلقة بهذا الجانب والتي تدعو جميعها إلى أهمية احتواء هذا الداء والعمل على إعادة صياغة الاستراتيجيات الخاصة بالخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة داء السكري بما يتواكب مع المستجدات العالمية ووضع الخطط التنفيذية اللازمة للأولويات كمرحلة أولى من الخطة الخليجية... ومن هذه الأولويات البحوث الصحية المشتركة وتدريب وتأهيل أعضاء الفريق الصحي والتوعية الصحية وتعزيز التوجه الصحي للحياة... والتي تتواكب جميعها مع قمة الالتزام السياسي والداعم لمواجهة هذه القضية الصحية الخليجية الهامة بقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدورة (32) والتي عقدت في الرياض (محرم 1433ه/ديسمبر 2012م) والتي تندرج تحتها حالياً الخطة الخليجية لمكافحة داء السكري والذي يعكس الاهتمام البالغ من لدن قادة وزعماء المجلس الموقر للتصدي وحماية المجتمع الخليجي من جائحة الأمراض غير المعدية وفي مقدمتها داء السكري.