تبدأ غدًا في مدينة ساوباولو البرازيلية, أعمال المؤتمر ال 28 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي, الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية تحت عنوان : " التطرّف وأثره على الأقليات المسلمة " . ويتضمن المؤتمر الذي تستمر أعماله ثلاثة أيام, العديد من أوراق العمل يشارك بها علماء وأساتذة جامعات من مختلف الدول الإسلامية في عددٍ من المحاور التي تشمل مفهوم التطرف ونشأته, ودور الحوار في تعزيز الوسطية ونبذ التطرف, ووسائل الإعلام والاتصال الحديثة وآثرها في ذلك , إضافةً إلى مناقشة أبرز الأسباب المؤدية إلى التطرف, ودور الجمعيات والمراكز الإسلامية في تعزيز مبدأ الوسطية. وأوضح رئيس مركز الدعوة لأمريكا اللاتينية أحمد بن علي الصيفي, أن المؤتمر يهدف إلى وضع تعريف واضح للتطرف والتمييز العنصري والارهاب, وتخفيف وطأة معاناة الأقليات المسلمة من آثار التطرف والتمييز العنصري ونظرة الأعداء المتنامية في بعض المجتمعات نحو المسلمين, والعمل على تضافر الجهود والتعاون الهادف البنّاء بين المؤسسات والمراكز الاسلامية لتوحيد الاهداف والرؤى, مؤكدًا أهمية توجيه الشباب والنشء إلى خطر الانسياق وراء الأفكار الهدّامة والتعصب الأعمى والتطرف, والانزلاق في مهاوي الحقد والكراهية والعنف . وأشار إلى أن المؤتمر يهدف لإنشاء نواة إعلام إسلامي في أمريكا اللاتينية, مدعّمة بالكوادر المختصة والتقنيات الحديثة والمستلزمات والمؤهلات, بهدف شرح مفاهيم الإسلام الحنيف ورسالته السمحة وقيمه الرفيعة لشعوب وسكان القارة الأمريكية الجنوبية, ليتعرفوا إلى سماحة الاسلام ومحبته للخير وهداية جميع البشر دون تمييز . وعن اختيار عنوان المؤتمر ال 28 " التطرف وأثره على الأقليات المسلمة ", قال الصيفي : " إن التطرف من القضايا التي تسهم في انحراف الفكر بشكل تدريجي, حيث أن الاتجاه في طريق معاكس يصل بصاحبه في الغالب إلى الهاوية ، لذا حثّ الإسلام على مبدأ الوسطية, لما لها من أهمية في تكوين شخصية الإنسان الصالح ليكون همّه الوحيد رفعة هذا الدين, والحثّ على أسس الوسطية " . وأضاف رئيس مركز الدعوة لأمريكا اللاتينية، إن محافظة ساو باولو البرازيلية تضم أكبر تجمع بشري في قارة أمريكا الجنوبية, إذ يتجاوز عدد السكان (40) مليون نسمة, وفي خضم هذا الموج البشري الهائل تعيش أكبر جالية إسلامية في أمريكا اللاتينية, وتحاول هذه الأقليات جاهدةً أن تثبت وجودها وشخصيتها, وترسخ أقدامها وكيانها وتنافح عن وجودها حتى لا تضيع وسط هذا الزحام البشري المتنوع العروق والأطياف, وتبحث عن ملاذ يذود عنها ويحميها من الضياع أو الذوبان والانصهار, ويدفع عنها غوائل ومخاطر المتربصين بها الذين يخططون للنيل من الاسلام والمسلمين وتشويه صورة ديننا السمح الحنيف،ومن هنا كان لزامًا على مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية في البرازيل اختيار عنوان " التطرف وأثره على الاقليات المسلمة ", ليكون موضوع مناقشة وبحث وحوار ودراسة موضوعية خلال مؤتمره ال 28 .