رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أول أمس اجتماع اللجنة الإشرافية لبرنامج التطوير الشامل للسياحة والتراث الحضاري الذي أطلقته الهيئة لمواكبة النمو المضطرد في أعمالها، والتسريع في مواكبة توجهات الدولة وقراراتها الصادرة مؤخرا لدعم قطاعات السياحة والتراث الوطني ، التي تأتي انسجاما مع الأهمية الكبرى لأنشطة الهيئة المتعلقة بالتراث بوصفه مكوناً أساساً في الهوية الوطنية وعاملاً مهماً في تعزيز المواطنة، وما تمثله السياحة من مجالات التنمية وتوفير فرص العمل ودعم الاقتصادات المحلية، إضافة إلى الإقبال الكبير من المواطنين على قضاء إجازاتهم داخل بلادهم. ويركز البرنامج على عدد من المشاريع التنفيذية التي تباشرها الهيئة بعد استكمال مراحل البناء التنظيمي والمؤسسي لقطاعات السياحة والآثار، والتراث العمراني، والمعارض والمؤتمرات، والحرف اليدوية، وغيرها من القطاعات التي تشرف عليها الهيئة. وجرى خلال الاجتماع استعراض تقرير أعده قطاع المناطق بالهيئة عن سير العمل في برنامج أواسط المدن التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في الأمانات والبلديات التابعة لها بهدف إلى إعادة تأهيل الأواسط التاريخية للمدن وتنميتها، لما تحمله من قيمة وطنية وثقافية واقتصادية واجتماعية. حيث تناول العرض المشروعات التي تحت التنفيذ وهي: وسط الرياض، وسط نجران، وسط حائل ، وسط تبوك، وسط بلجرشي، وسط الدرعية، وسط جازان، وسط المجمعة، والمراحل التي تم إنجازها في هذه المشاريع. كما تطرق العرض إلى المشاريع التي تحت الدراسة وهي أواسط المدن التالية: الطائف، حوطة سدير، أبها، شقراء، الخرج، بيشة، تمير، ضبا، تيماء، لينة، الوجه، النماص، أملج، الهفوف، فرسان، بريدة، البكيرية. وأكد سمو رئيس الهيئة أهمية تهيئة هذه المواقع للأنشطة الاقتصادية والثقافية وتزويدها بالخدمات السياحية، وتوفير مواقع لأنشطة نوعية مثل المتاحف الخاصة والحرف اليدوية، وتوفير الأماكن للحرفيين لممارسة أعمالهم وتعريف الزائرين بأنشطتهم المرتبطة بتاريخ تلك المدن. كما تناول الاجتماع المشاريع التي تتهيأ الشركة السعودية للضيافة التراثية لتنفيذها وفي مقدمتها فندق حي سمحان بالدرعية التاريخية الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) بوضع حجر أساسه أثناء رعايته (أيده الله) مؤخرا لافتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية. واطلعت اللجنة في اجتماعها على سير العمل في تأسيس شركة تطوير العقير، وشركة التنمية السياحية، ومنظومة شركات الاستثمار السياحي والتي أتمت الهيئة جميع متطلبات تأسيسها وأصبحت جاهزة للانطلاق بمجرد إقرارها من الدولة. يشار إلى أن برنامج التطوير الشامل للسياحة والتراث الحضاري الذي بدأت الهيئة في تنفيذه قبل ما يقرب العام يركز على النتائج وفق قدر عالٍ من التنسيق وجعل الأثر الملموس للمستفيدين من الخدمة في مقدمة الأهداف، واختيار الطريق الأقل تعقيدا وأسرع تنفيذا لاعتماده. ويعد البرنامج امتدادا لمبادرات الهيئة الإدارية الهادفة إلى تطوير العمل الحكومي بما يمكّن قطاعات الهيئة من العمل في إطار منظومة متكاملة، وفق إجراءات عملية لتنفيذ المهام، وتوجيه أعمالها لتحقيق أفضل النتائج المرجوة. ويشتمل البرنامج على مسارين رئيسين هما: مسار (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري)، الذي تضمنه قرار مجلس الوزراء الخاص باعتماد مشروع العناية بالتراث الحضاري للمملكة، ومسار (تطوير السياحة والاستثمار) الذي يستلهم قرار مجلس الوزراء مؤخرا بدعم الهيئة مالياً وإدارياً للقيام بمهامها الموكلة إليها نظاما". وأعتمد لكل من المسارين برامج محددة ومشاريع ذات أولوية لتنفيذها خلال مدة لا تتجاوز العامين، وآلية دقيقة لضمان أداء البرنامج من خلال إدارته بصلاحيات عالية، والإشراف عليه من مكتب إدارة المشاريع (pmo) الذي أنشأته الهيئة قبل عدة سنوات كأول مؤسسة حكومية تنشئ مكتبا لمتابعة تنفيذ المشاريع.