عد الخبير في الشؤون الخليجية بمركز الخليج للأبحاث جمال أمين همام أن إعلان البدء في عملية إعادة الأمل يؤكد أن المملكة العربية السعودية وقوات التحالف تتحرك وفقاً لقرارات مدروسة وحكمة ورؤية داعمة للحق وقادرة على تثبيته وأنها تتحمل مسؤولية تجاه حفظ استقرار اليمن وأمنه وحماية الشعب اليمني الشقيق . وأشار إلى أن أمر خادم الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيزآل سعود -حفظه الله- بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لتقديم المساعدات للشعب اليمني عبر الأممالمتحدة هو خير دليل على ذلك, لافتاً الإنتباه إلى أن عاصفة الحزم لم تعتبر الحرب غاية وهدف بل وسيلة لتحقيق السلام ومقدمة كان لابد منها لترسيخ الإستقرار وإعادة الأمن والإستقرار لليمن وإبعاد شبح التدخل الخارجي والحرب الأهلية عن جارتها . وأفاد أن المملكة ليس لها أطماع في دول الجوار أو الرغبة في التدخل بالشؤون الداخلية للغير، وفي الوقت نفسه عدم السماح للآخرين بالتدخل في شئونها وشئون المنطقة ، وأكد أيضاً أن المملكة معنية ومهتمة بمساعدة الدول العربية الشقيقة في أزماتها سواء بتقديم الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي أو غير ذلك من أشكال الدعم المباشر الذي يأتي في مصلحة الشعوب أولاً وأخيراً . ورأى همام أن بدء عملية إعادة الأمل يحمل أكثر من دلالة بعد أن تحقق أكثر من هدف , مبيناً أن عاصفة الحزم التي بدأت في السادس والعشرين من مارس الماضي وانتهت أمس ونجحت في تنفيذ 2415 طلعة جوية ، أكدت أنها كانت من أجل السلام، و انطلقت من ثوابت المملكة ومعها دول التحالف العربي لدعم الشرعية وعدم السماح للمعتدي أن يظفر بمكافأة . وأفاد أن عاصفة الحزم حققت العديد من الأهداف وعلى مستويات متعددة منها : استقلالية القرار السعودي والخليجي، حيث بدأت بقرار سعودي خالص ، ووجد هذا القرار التأييد العربي والدولي في وقت قياسي مما يؤكد أهميته وعدالته ومشروعيته وثقل وأهمية المملكة ، كما أثبت قدرة المملكة على التمويه الاستراتيجي وامتلاك عنصر المباغتة وقدرتها على الحشد الدولي ونجاحها الدبلوماسي ما أثمر عن قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي حظي بتأييد 14 دولة دون اعتراض أي دولة . ولفت همام إلى أن عاصفة الحزم أكدت أهمية المضي قدماً نحو الاتحاد الخليجي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة التي تواجه دول الخليج خاصة في مجالات الدفاع، الأمن، والسياسة الخارجية مشيراً إلى أن الاتحاد الخليجي العربي أصبح ضرورة إستراتيجية وليس ترفاً . وقال " إن عاصفة الحزم التي انطلقت مع بداية الإعلان عن تشكيل قوة عربية مشتركة وانتهت عشية اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية للبدء في النظر بتشكيل هذه القوات، أكدت على ضرورة تشكيلها وربما تطويرها لتكون نواة لجيش عربي مشترك على غرار حلف شمال الأطلسي " الناتو" ليكون درعاً لحماية المنطقة من التدخلات الخارجية" . ونبه الخبير في الشؤون الخليجية بمركز الخليج إلى أن عاصفة الحزم أكدت أيضاً ضرورة الاهتمام بالصناعات العسكرية المشتركة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي حيث من الضروري أن تمتلك هذه الدول بما لديها من إمكانيات اقتصادية وعقول بشرية وخبرات متعددة صناعات عسكرية تليق بها ، وهذا ما نأمله بعد تشكيل القوات العربية المشتركة .