اصطف عدد من الفرق الشبابية, على منصاتٍ متجاورة داخل مقر فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2015 "الكتاب.. تعايش"، لتشكل نهضة شبابية، تتبنى نشر الثقافة والعمل الخيري ضمن ما يعرف بالمسؤولية الاجتماعية. وتحاول هذه الفرق الشبابية ذات الاهتمامات المختلفة، تقديم نفسها للمجتمع من خلال وسائل عديدة أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي، ثم وسائل الإعلام متى أتيحت الفرصة، وتعنى بأنشطة مختلفة تستهدف المجتمع، منها ما هو ثقافي واجتماعي وطبي وعلمي، وتتفق على دخول التوعية في أجندتها كواحدٍ من أهم الأهداف التي تسعى لتحقيقه. ويبرز داخل تنظيمات هذه الفرق الحضور الشبابي من الجنسين، ويميزها العمل الجماعي الذي تذوب داخله المسميات والمناصب، وتظهر الأدوار والمهام التي تحدد عمل أعضاء فريقٍ يعمل تكاملياً في منظومة شابة، شعارها الطموح والإنتاجية والنجاح. وتختلف تسميات هذه الفرق باختلاف نشاطها، فمنهم من يختار لفظ "نادي"، أو "مبادرة" أو "برنامج" أو "مشروع" أو "جمعية"، وجميعها فرق لا تسعى إلى الربح بقدر ما تبحث عن الإنتاجية في خدمة المجتمع، كما أنها لا تملك دخلاً ثابتاً، وهو ما يجعلها في مواجهة تحدٍ قد يهدد استمراريتها، إلا أن عناصرها لا يولون هذا الأمر اهتماماً كبيراً، خصوصاً وأن تحركاتهم التي يحاولون من خلالها جعل المجتمع أفضل، تنطلق وفق خطة إستراتيجية، وبأسلوبٍ مقنن، يضمنون من خلاله تحقيق الهدف بأقل الخسائر. ولعل ابتساماتهم التي يقابلون بها الجماهير في معرض الكتاب، تعطي دلالات واضحة على إيمانهم بفريقهم وأهدافهم، وتؤكد طموحهم الكبير، وتبين الأساليب الابتكارية في التسويق لفرقهم ومشروعاتها، وفي تنفيذ برامجهم وأنشطتهم أيضاً. "تكاتف" أحد هذه الفرق الشبابية، التي تعرف نفسها بالجمعية غير الربحية التي تسعى لنشر ثقافة العمل التطوعي، وتحلم بعقد شراكات مع الجهات الحكومية والمنظمات الخيرية لتدريب منسوبيها على أساسيات العمل التطوعي، بجانب أملها تكوين قاعدة بيانات متكاملة بأسماء الشباب المؤهل للتطوع، وتوفير فرص عمل تطوعية لدى الجهات التي تبحث عن متطوعين لتنفيذ فعالية ما. وتستعرض "تكاتف" مصطلحات ترجو تعميمها على مستوى الوطن، مثل التطوع والمسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري. من جانبه يحاول مشروع "كتابي" أن يكون صاحب إنجاز ثقافي وطني، يتمثل في إشاعة القراءة بين أفراد المجتمع، ويستهدف في سبيل تحقيق ذلك المدارس والجامعات، ويركز على وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ برامجه ودوراته، ويبادر بعقد أنشطة على أرض الواقع داخل الجامعات، تمتاز بقصر مدتها وجودة مخرجاتها. وكذا يعمل "نادي القراءة" الذي يحاكي ذات التخصص لدى "تكاتف"، ومثلهما مشروع "هيا نقرأ" ومركز "قصتي" الذي ينادي بتنمية هواية القراءة لدى الصغار. يذكر أن هذه الفرق تحظى بإعجاب ومساندة كبيرة من أفراد المجتمع بجميع شرائحه، ويرى أن هذه الفرق أسلوب جديد وعصري تأثر بالتقنية واستفاد منها بشكل مميز، ويعتقد معظم أفراد المجتمع أن هذه المجموعات الشبابية تسير على نهجٍ الآباء والأجداد، الذين كانوا ينظرون إلى المبادئ الدينية والعادات والتقاليد، خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها، بل السعي في سبيل تحقيقها، وهو الأمر الذي يقوم به هؤلاء الشباب ولكن على طريقتهم.