تنطلق بعد غدٍ الثلاثاء في العاصمة الرياض أعمال المؤتمر الدولي الثالث لأمراض الأذن والسمعيات والتخاطب، الذي يتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي للعناية بالأذن للعام 2015م. وينتظر أن يناقش المؤتمر الذي ينظمه مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن، وقسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، على مدى ثلاثة أيام، موضوع تشخيص وتأهيل الإعاقات السمعية، بوصفه محورًا رئيساً بين محاور أخرى متخصصة في المشكلات السمعية وإعاقة الصمم، من خلال خبراء ومتحدثين من أمريكا، وكندا، وألمانيا، والنمسا، وبريطانيا، وهولاندا، والسويد، ومن دولٍ خليجية وعربية مثل قطر، والكويت، وعمان، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، ومصر، إلى جانب متخصصين من شتى مناطق المملكة. وأوضح رئيس المؤتمر ورئيس مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة رئيس المؤتمر الدكتور عبدالرحمن حجر أن المؤتمر دأب منذ انطلاقته قبل عامين على اختيار الثالث من شهر مارس موعداً ثابتاً لانطلاق أعماله، ليأتي متزامناً مع اليوم العالمي للعناية بالأذن الذي يحتفل به العالم كل عامٍ في ذات التوقيت، مبيناً أن الموضوع الرئيس لهذا اليوم للعام 2015م سيكون "لنجعل إستماعنا آمن"، عادّه فرصة لتعزيز العمل على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية لتعزيز رعاية الأذن والحد من ضعف السمع. وبين أن فقدان السمع يصنف الإعاقة الحسية الأكثر انتشاراً، ومشكلة آخذة في التزايد على المستوى العالمي، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن 5.3% من سكان العالم يعانون من عجز فقدان السمع، وتتأثر بذلك مختلف الفئات العمرية، كما أن حوالي 25% من حالات ضعف السمع تبدأ في مرحلة الطفولة، وتساهم الشيخوخة في زيادة حالات فقدان السمع. ولفت رئيس المؤتمر الانتباه إلى ارتفاع مشكلة فقدان السمع الناجم عن الضوضاء "التلوث السمعي"، الذي يهدد بشكلٍ رئيس ملايين المراهقين والشباب حول العالم، بسبب الاستخدام غير الآمن للأجهزة السمعية والتعرض لمستويات مرتفعة وضارة من الصوت في أماكن الترفيه الصاخبة مثل الحفلات والاعياد والزواجات والأحداث الرياضية. وأبان أن تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية سلط الضوء على أن هذه الوسائل الترفيهية تساهم في فقدان السمع ولها عواقب وخيمة على الصحة البدنية والعقلية والتعليم والعمل. وأفاد أن المؤتمر في دورته الثالثة سيناقش تشخيص وتأهيل الإعاقات السمعية، وكذا المشاكل المتعلقة بالتوازن، وزراعة قوقعة الأذن وزراعة الأجهزة السمعية، وإمكانية تنشيط عصب السمع وتقييم حالة الدهليز وإعادة التأهيل، وإعادة التأهيل بعد زراعة القوقعة، ومساعدات السمع والتحقق من سلامتها، واستخدام المنظار لتقييم حالة صمام البلعوم، وتقييم حالات التلعثم والتعامل معها وتقييم اضطرابات البلع والتعامل معها بالإضافة إلى مواضيع طبية وجراحية متقدمة تختص بأعصاب الأنف والأذن والحنجرة. ونوه حجر بالدور البارز والتعاون البناء الذي قدمته عددٌ من الجهات العلمية ذات العلاقة بموضوع المؤتمر، في سبيل اكتمال الصورة النهائية له كتظاهرة علمية عالمية تعكس حجم الاهتمام الذي توليه المملكة بهذا الجانب الصحي المهم، وأسهمت بشكلٍ كبير في بلورة موضوعاته ومحاوره لتحاكي اهتمام المجتمع المحلي والدولي على حدٍ سواء، وهي الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، والأكاديمية العربية للسمع والتوازن، وكرسي الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات، وكرسي بحث أمراض الصوت والبلع والتخاطب، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية. يذكر أن للمؤتمر في كل دورة شخصية تقدم كضيف محتفى به، استناداً إلى إنجازاته العلمية في مجال العناية بالأذن، وستكون مخترعة القوقعة الإلكترونية متعددة القنوات عام 1975م، الدكتورة هوخمير ضيف شرف المؤتمر في نسخة هذا العام.