أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الجميع عليه أن يجتهد في البحث عن حلول سياسية قائمة على الإجماع للأزمات الإقليمية التي يشهدها العالم أجمع . ودعا في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية العامة للدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم إلى وجوب معالجة الوضع الأمني في سوريا والعراق من خلال منهج شمولي ، مؤكدا أن بلاده تدعم عراقا موحدا ومستقرا ، وعملية سياسية وطنية شاملة هناك ، مشيرا إلى أنه في سوريا يجب أن يكون هناك حل سياسي قائم على الإصلاحات تكفل لكل مكونات المجتمع دورا في إعادة بناء بلدهم . ولفت الانتباه إلى أنه سيعرض على الأممالمتحدة مشروع قرار لدراسة إضافة جريمة دولية جديدة تندرج تحت الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ، على أساس الجرائم النكراء التي استهدفت الطوائف الدينية . وأشار الملك عبدالله الثاني إلى التحديات الكبيرة التي تعمقت بشكل كبير في المنطقة ، محذرا من أن أمن كل دولة سوف يتأثر بمصير الشرق الأوسط ، داعيا إلى اتخاذ تدابير إنسانية وأمنية عاجلة وإيجاد حلول دائمة للأزمات القائمة اليوم وتوفير فرص جديدة للحوار والمصالحة والازدهار والسلام . وقال : " إن الإرهابيين والمجرمين الذين يستهدفون سوريا والعراق وغيرهما من البلدان اليوم ، ما هم إلا انعكاسات متطرفة لتهديد عالمي الطابع ، ويحتاج مجتمعنا الدولي إلى استراتيجية جماعية لاحتواء هذه الجماعات وهزيمتها " ، مناديا إلى العمل الجماعي في البحث عن حلول سياسية قائمة على الإجماع للأزمات الإقليمية . وحول استضافة بلاده للاجئين السوريين قال : "إن التدفق الكثيف للاجئين السوريين مستمر، حيث يأوي الأردن ما يقرب من 1.4 مليون سوري تقريبا ، ونحن الآن ثالث أكبر مستضيف للاجئين في العالم ، مما يلقي بعبء ثقيل على الناس في الأردن ، وعلى البنية التحتية والموارد المحدودة أصلا " ، مطالبا بحل دولي وخاصة أن المساعدات الدولية لم تواكب حتى الآن الاحتياجات الحقيقية . وبشأن القضية الفلسطينية أكد العاهل الأردني أن هذا العام شهد جمودا خطيرا في التقدم نحو السلام وإنشاء دولة فلسطينية ، مشيرا إلى ما شهده قطاع غزة مؤخرة أثناء الحرب الإسرائيلية ، داعيا إلى حشد الجهود الدولية لإعادة بناء غزة وإلى حشد الاستجابة الدولية الضرورية للتوصل إلى تسوية نهائية دائمة للقضية الفلسطينية استنادا إلى مبادرة السلام العربية .