بدأت في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالعاصمة التونسية اليوم أعمال المؤتمر العربي الثالث عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب بمشاركة ممثلين عن مختلف الدول العربية من بينها المملكة إضافة إلى جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وألقى معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها إن المؤتمر ينعقد في ظل أجواء عربية وإقليمية ملبدة بغيوم الإرهاب مشحونة بخطاب العنف والتطرف تعصف بها أهواء الطائفية والبغضاء أجواء تنذر بأحلك المصائر بالنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في بعض الدول العربية . وأكد أن الدول العربية برهنت دائما على عزمها الثابت على مواجهة الإرهاب واتخاذ إجراءات متنوعة منها تجريم أعمال القتال في الخارج ومنع الخطاب التحريضي على العنف والإرهاب وفضح دعاوي الجهاد وخدمة الإسلام وتجفيف الموارد المالية للإرهاب، إضافة إلى تعزيز التنسيق اليومي بين أجهزة مكافحة الإرهاب في الدول العربية . ورأى أن مواجهة هذا الخطر الداهم لايمكن أن تتم فقط بجهود أجهزة الأمن ولا بالإجراءات البناءة التي تتخذها الدول العربية بل لا بد من تعاون إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب، داعيا إلى تجفيف المنابع التي تغذيه واستصلاح بيئة الجهل والفقر والشعور بالحرمان التي يترعرع فيها وحل النزاعات المسلحة التي توفر له تعلة وجود . وشدد معاليه على أن الالتزام بمواجهة الإرهاب مايزال على الصعيد الدولي دون مستوى الالتزام العربي وهذا ما يتجلى بوضوح في التغاضي عن التقيد بالقرار الدولي بمنع دفع الفدية للإرهابيين . وأعرب في هذا الصدد عن تفهمه لخيبة الأمل التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خاصة بعد ملاحظة التباطؤ في تفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب رغم التبرع السخي الذي قدمته له المملكة في مناسبتين . كما أكد أن التكاتف العربي هو الضامن الوحيد لمجابهة فعالة تحصن امتنا العربية من مخاطر الإرهاب الوخيمة، داعيا الدول العربية إلى الاعتماد أولا على أنفسها وأن تحكم التلاحم بينها بالتركيز على القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمعها وان تجعل من التنوع المذهبي والطائفي كما كان دائما في تاريخها المجيد مصدر ثراء ورحمة لا عامل هدم وتقتيل . ويبحث المشاركون في المؤتمر عددا من المسائل من بينها الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب في صيغتها المحدثة والعملية الأمنية الاستباقية ودورها في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى اثر شبكات التواصل الاجتماعي على تنامي الفكر الإرهابي.