دعا المؤتمر العربي للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب - الذي اختتم أعماله أمس في تونس - الدول الأعضاء إلى تشكيل لجنة وطنية عليا لمكافحة الإرهاب تتولى رسم السياسية الوطنية في مجال مكافحة الإرهاب، والإشراف على تنفيذ التوصيات الصادرة عن الهيئات واللجان الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب مع مراعاة الاحترام الكامل لحقوق الإنسان في سياق تطبيق الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون لإجراءاتها الهادفة إلى مكافحة الإرهاب. كما حثت التوصيات التي أصدرها المشاركون في المؤتمر الدول الأعضاء على الانضمام إلى الاتفاقات العربية والدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، بإصدار تلك القوانين والاسترشاد في هذا الجانب بالقانون العربي النموذجي لمكافحة الإرهاب. وأوصى المؤتمر بتعميم التصور الذي أعدته الأمانة العامة في شأن مشروع الاستراتيجية العربية لمكافحة الانتشار غير المشروع للسلاح في المنطقة العربية على الدول الأعضاء، لإبداء ما لديها من ملاحظات ومقترحات تمهيداً لإعادة صياغته. ودعا الدول الأعضاء إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن بعدم دفع أية فدية للجماعات الإرهابية في مقابل الإفراج عن المخطوفين، لما لدفع الفدية من دور في زيادة الموارد المالية لتلك الجماعات وفي تشجيعها على ارتكاب أعمال الخطف والابتزاز. وأحال المشاركون في المؤتمر التوصيات إلى الأمانة العامة، تمهيداً لرفعها إلى الاجتماع المقبل لمجلس وزراء الداخلية العرب للنظر في اعتمادها. وكان المؤتمر العربي للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب الذي عقد في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس العاصمة على مدى ثلاثة أيام عمل، شهد مشاركة ممثلين عن الدول العربية الأعضاء بينها المملكة وجامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إضافة إلى المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وحذر الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، من وجود «جماعات تتنكر لتستعمل العنف والإرهاب والإرجاف بصراعات طائفية ومذهبية، وتقصي الآخر وتستبيح عرضه وماله ودمه»، مشيراً إلى وجود «خطابات متطرفة تتستر بالدين تستغل حرية التعبير، وتستثمر ازدهار شبكات التواصل الاجتماعي، وتلعب على وتيرة الفقر والشعور بالحرمان». وقال الأمين كومان في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر العربي للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في دورته ال16 أول من أمس، بمشاركة ممثلي الدول العربية الأعضاء، بينها المملكة وجامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية: «إن المؤتمر ينعقد في ظل تفاقم ملحوظ للأحداث في العالم عامة، وفي المنطقة العربية بصورة خاصة تشكل بامتياز التربة الخصبة لترعرع الشر والإجرام، والوصفة المثلى لاستشراء العنف والإرهاب».