أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن موقف مجلس الأمن الدولي الحالي حيال العدوان الصهيوني على غزة هو إضافة لفشله على مدار السنوات السبع وستين الماضية في اتخاذ تدابير تجبر قوة الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من الأراضي المحتلة أو تضمن حماية الشعب الفلسطيني من التنكيل والمجازر المتكررة التي تطال أفراده دونما تمييز بين طفل أو إمرأة أو شيخ. وأكد العربي أن الجامعة العربية لن تتوان عن التعاون مع دولة فلسطين لاستخدام جميع السبل القانونية لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين قضائياً في جميع المحافل ومحاكمتهم على مختلف الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تشكيل لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها. وقال في كلمته أمام أعمال الدورة الحادية والعشرين الطارئة للاتحاد البرلماني العربي حول العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني التي عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم : إن "النكبة الإنسانية التي يعيشها الأشقاء في قطاع غزة تتطلب تنسيق العمل لتقديم كل الدعم الممكن لرفع بعض المعاناة الإنسانية وتدهور الحياة المعيشية في غزة جراء العدوان الحالي والحصار المتواصل وصولاً إلى إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب". وأكد العربي أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد البرلماني وباقي البرلمانات العربية لدعم القضية الفلسطينية على الساحة البرلمانية الدولية، وأثر هذا الجهد الإيجابي في كسب نصرة كثير من برلمانات العالم للشعب الفلسطيني، وأيضاً دوره في توجيه بوصلة حكومات هذه البرلمانات لصالح القضية الفلسطينية. فيما لفت مرزوق الغانم في كلمته إلى أن الهدف الأساسي الذي يعمل عليه الجميع هو حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً شاملاً يضمن للشعب الفلسطيني المرابط كامل حقوقه في الأرض والقدس والدولة المستقلة. وأوضح الغانم أن الجريمة الإسرائيلية التي ترتكب بحق غزة أخطر بكثير من أن تغيب عن اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي وجهوده ومساعيه خاصة وأن القضية الفلسطينية بكل أبعادها لم تغب يوماً عن فكر الاتحاد وهمومه وأولوياته. وقال : إن "كل تظاهرات الوعيد والتهديد والتنديد لا تشفي جراح طفل من أطفال غزة فضلاً عن كل الأصوات الهادرة في الشوارع والساحات وفي الإذاعات والفضائيات لا تشفي شعورنا العميق بالتقصير ولا تغسل الإحساس بالقهر والعجز". وأضاف الغانم أن الصراع العربي الإسرائيلي لايزال العامل الأهم في رسم حاضر المنطقة ومستقبلها وفي تحريك أدواتها وأحداثها، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تمثل أيضاً محور الخطاب السياسي العربي الرسمي والشعبي حيث أنه بسببها عاشت المنطقة في حالة توتر دائم وانفجر عنها أربعة حروب رئيسية. وأعرب الغانم عن أمله في أن يسهم الاجتماع في إعادة توحيد الصف العربي، مبيناً أن الإجرام الإسرائيلي ليس حالة استثنائية أو مفاجئة، والتقصير العربي ليس جديداً أو طارئاً، حيث الإجرام هو أسلوب إسرائيل منذ قيامها، والتقصير العربي هو حصاد متراكم لتفرق متواصل واختلاف متجدد منذ استقلال دول المنطقة. // يتبع // 18:33 ت م تغريد