بصوته الجميل يصدح عازف الربابة عبيد بن عايش الرشيدي (49) عاماً في مهرجان اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات "إلا حياتي" لينقل زوار المهرجان إلى أجواء البادية والماضي الجميل، من خلال عزفه على آلة "الربابة" ذات الوتر الحزين. والتقى مندوب وكالة الأنباء السعودية بالرشيدي الذي استهل حديثه بالقول: إن الربابة رفيقة دربه كما كانت رفيقة أهل البادية قديمًا عند المناسبات والأعياد، وهي لازالت تستخدم حتى الآن كرمز للثقافة الشعبية السعودية في المهرجانات والاحتفالات الوطنية داخل المملكة وخارجها. وتُصنع الربابة من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية كخشب الأشجار، وجلد الماعز، والغزال، وكما ورد في أبحاث علامة الجزيرة عبدالله بن خميس - رحمه الله - فإن الربابة تمثل قيمة كبيرة لدى أبناء البادية لقدرتها على إيصال الشعر الجميل بالحان وترها الحزين. ويوضح العازف الرشيدي أنه أتقن عزف الربابة وهو في سن 26 عامًا، إذ تعلّم منها بحور المسحوب، والهلالي، والهجيني، والصخري التي عدّت من أكثر الألوان انتشارًا. وعن أجزاء الربابة بين الرشيدي أنها مكوّنة من "الهيكل" الذي هو عبارة عن عصا طويلة تسمى عُنق الربابة ويُركب عليها وتر الربابة، كما يُثبت في أسفلها "طارة الربابة" وفي أعلاها مجرى يُثبت بها "الكراب" الذي يعمل على شدّ الوتر من أسفل العصا لأعلاها ماراً بطارة الربابة. وأفاد بأن أفضل الجلود التي تصنع منها الربابة هو "جلد الذئب" الذي يعد الأقوى والأغلى في السوق، وكذلك من أجزائها "السبيب" وهو الوتر المصنوع من شعر ذيل الحصان، ويصنع منه كذلك وتر الربابة ووتر القوس. وفي لحظة توقف بسيطة، يستعيد الرشيدي ذكريات مشاركاته في فرنسا، وبريطانيا، والصين، وكوريا الجنوبية، موضحًا أن الكثير من أبناء هذه البلدان يقفون أمامه وهو يعزف بالربابة إذ اعجبوا كثيرا بها، واندهشوا في نفس الوقت من قدرة الربابة بوترها الوحيد على العزف بمختلف الألحان ذات الطابع الحزين. وفي ختام الحديث، عبر عازف الربابة الرشيدي عن سعادته وهو يشارك في مهرجان ( إلا حياتي) لإحياء التراث القديم وإمتاع الزوار بألحان الربابة التي يصحبها أبيات من الشعر الشعبي المليئة بالنصائح، والحكم، والأمثال التي يستفيد منها الجميع. //انتهى// 14:43 ت م تغريد