يشكل الإنجليزي غاري لينيكر إلى جانب أسلافه غيرد مولر واوزيبيو ودي ستيفانو فريقاً خاصاً من اللاعبين الهدافين الذين طبعوا لعبة كرة القدم بطابعهم. وقد بدأ لينيكر حياته الرياضية مع نادي ليستر سيتي عام 1978 ولم يلفت الأنظار كونه قصير القامة (70ر1 م) لكنه فرض نفسه هدافاً خطيراً بعدما توج هداف فريقه 4 مواسم متتالية وسجل 95 هدفاً في 200 مباراة خاضها وكانت الأولى في 1 يناير 1979 ضد أولدهام في دوري الدرجة الثانية واستدعي إلى المنتخب الإنجليزي في عهد بوبي روبسون للمرة الأولى في 26 مايو عام 1984 . ولم يستطع نادي لينكر الوقوف في وجه العروض التي انهالت عليه فاضطر للاستغناء عنه إلى نادي ايفرتون الذي دفع 800 ألف جنيه إسترليني للتعاقد معه عام 1985. تأقلم لينيكر مع فريقه الجديد في سرعة فائقة حتى أنه سجل 39 هدفاً توجته هدافا للدوري الانجليزي لموسم 85-86، كما أنه اختير أفضل لاعب في الموسم نفسه. ونجح لينيكر في دخول التاريخ من بابه العريض بعدما أصبح أول إنجليزي يفوز بلقب هداف كأس العالم عام 1986 في المكسيك متقدماً على أفضل اللاعبين العالميين في البطولة أمثال الأرجنتيني دييغو مارادونا والبرازيلي كاريكا والاسباني اميليو بوتراغوينيو. وبعد نجاحه في كأس العالم كان فريق برشلونة الاسباني السباق إلى التعاقد معه لمدة 6 مواسم مقابل 3 ملايين جنيه استرليني (نحو 5 ملايين دولار) وفي أول موسم له مع فريقه الجديد حيث نجح لينيكر في أن يكون هداف الفريق برصيد 20 هدفا إلا أن لقب هداف الدوري ذهب إلى المكسيكي هوغو سانشيز مهاجم ريال مدريد الذي سجل 28 هدفاً، ثم تولى لويس اراغونيس تدريب برشلونة لموسم واحد وتبعه يوهان كرويف ودبت الخلافات بينه وبين لينيكر لأن الأول أوكل إلى خوليو ساليناس مركز قلب الهجوم وأعاد لينيكر إلى وسط المعلب فتراجع مجموع أهدافه وأبلغ مسؤولي النادي الاسباني رغبته في ترك الفريق قبل انتهاء عقده بثلاث سنوات فأسرع توتنهام إلى التعاقد معه . وعلى الرغم من البداية الغير المشجعة مع فريقه الجديد بعد فشله في التسجيل في أول 5 مباريات خاضها عاد لينكر ليثبت بما لا يقبل الشك أنه من طينة المهاجمين الكبار أمثال الألماني غيرد مولر والبرتغالي اوزيبيو وحل عام 1989 ثانياً في ترتيب الهدافين واستطاع قيادة فريقه عام 1988 إلى الفوز بكاس الاتحاد الانجليزي رغم إضاعته لركلة جزاء في المباراة النهائية أمام نوتنغهام فورست. ولعل النقطة السوداء الوحيدة في سجله هي كاس الأمم الأوروبية التي خاضها وهو مصاب في التهاب في الكبد وهو ما أثر سلباً على أدائه فلم يسجل أي هدف وخرج منتخب بلاده بعد تلقيه 3 خسائر متتالية. وفي كأس العالم في إيطاليا عام 1990 رفع رصيده من الأهداف إلى 10 بعد تسجيله 4 أهداف منها 2 في مرمى الكاميرون وواحد في مرمى جمهورية ايرلندا وآخر في المباراة نصف النهائي أمام ألمانيا قبل أن يخسر فريقه بالركلات الترجيحية واكتفائه بالمركز الرابع بعد خسارته أمام ايطاليا 1-2. وترك لينيكر توتنهام في نهاية موسم 1992 واعتزل المباريات الدولية بعد كأس الأمم الأوروبية وبدا مغامرة جديدة مع فريق ناغويا غرامبس ايت الياباني. وحصل لينيكر على كأس اللعب النظيف الذي يقدمه الاتحاد الدولي وهي جائزة استحقها تماما لأنه خلال 13 عاماً في ملاعب كرة القدم لم يطرد ولم ينل بطاقة صفراء على رغم ما يتعرض له من خشونة لمنعه من التسجيل.