قالت الوكالة الأوروبية لضبط الحدود الخارجية (فرونتكس) اليوم إن عدد المهاجرين الذين حاولوا عبور البحر المتوسط إلى أوروبا بصورة غير مشروعة تجاوز خلال الأشهر الأولى من العام الجاري المستوى الذي بلغه طيلة العام الماضي 2013م. وأوضحت وكالة (فرونتكس) في تقرير جديد لها أنه من المرجح أن يرتفع هذا العدد مع قدوم فصل الصيف. وجاء نشر التقرير متزامناً مع تنامي المخاوف من تصاعد مد اليمين المتطرف في أوروبا الذي حَوَّلَ إشكالية التعامل مع الهجرة إلى مادة انتخابية مكنته بوضوح من اكتساح صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية التي جرت الأحد الماضي. وسجل اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية تقدماً واضحاً بما في ذلك في دول كبيرة مثل بريطانيا وفرنسا. وقالت (فرونتكس) ، التي تتخذ من العاصمة البولندية وارسو مقراً لها ، في تقريرها السنوي : إن عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا ايطاليا من شمال افريقيا في عام 2013م بلغ 40 ألف شخص وأن الأرقام غير الرسمية للعام الحالي تشير إلى وصول 37 ألف مهاجر غالبيتهم من ليبيا ومصر. وأشارت الوكالة أنه باستشراف المستقبل فان كل المؤشرات توحي باحتمال تزايد وصول أعداد كبيرة من النازحين بصورة غير شرعية إلى معابر الحدود الأوروبية. وقال التقرير إن زيادة عدد المهاجرين لا تعني زيادة الحاجة إلى المزيد من المساعدات في عمليات البحث والإنقاذ وحسب ولكن تقتضي أيضًا توفير الحماية الدولية لهم. وكشف التقرير أن عدد الأشخاص الذين حاولوا دخول دول الاتحاد الأوروبي الثماني واعلشرين بشكل غير قانوني ارتفع إلى 107 آلاف في عام 2013م مقارنة ب 75 ألف في عام 2012م. وشكل السوريون مع دخول الثورة السورية عامها الرابع ما يناهز ربع جميع الوافدين لأوروبا في عام 2013م، بما يصل إلى 25،500 أي ثلاثة أضعاف عددهم المسجل عام 2012م. وتوجه أكثر من ثلثي النازحين السوريين بطلبات لجوء إلى السويد وألمانيا وبلغاريا. وأكدت وكالة (فرونتكس) أنه بالإضافة إلى الطرق التقليدية لعبور البحر الأبيض المتوسط ، حيث يخاطر المهاجرون بأرواحهم في السفن والقوارب المكتظة للوصول إلى إيطاليا ومالطا فقد كانت هناك أيضًا "زيادة حادة" عبر الحدود مع المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، وصربيا غير المنتمية إليه. ولم تعد الدول الثرية وحدها وجهة المهاجرين غير الشرعيين بل إن دولاً أقل ثراءً مثل بلغاريا ورومانيا باتت تعاني من هذه الظاهرة.