سجلت الأحزاب المناهضة للأطروحات الأوروبية تقدمًا كبيرًا في جميع أنحاء أوروبا خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في مجمل الدول الثماني والعشرين . فقد فازت الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبيون المشككون في المشروع الاتحادي بنسبة مقاعد تجاوزت توقعات عمليات سبر الرأي المنشورة حتى الآن . ووفق النتائج الرسمية التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي فان من بين 751 مقعدًا في برلمان بروكسل الاتحادي ، فاز المشكوون في أوروبا ب 130 مقعدًا . وسجل حزب الجبهة الوطنية الفرنسية ثغرة غير متوقعة في فرنسا وبات التنظيم السياسي الأول في البلاد مما سيقلب مشهد التحالفات السياسية في القارة ، خاصة بشأن مستقبل التحالف الألماني الفرنسي التقليدي . وتحصل اليمين المتطرف في النمسا على 20 % من أصوات الناخبين وتراجع اليمين المتطرف في هولندا وبلجيكا , أما في المملكة المتحدة ، فقد فاز الحزب الاستقلالي بزعامة نايجل فاراج بأغلبية ساحقة مما سيؤثر حتما على النداءات داخل بريطانيا الداعية لفك الارتباط مع بروكسل . وفي الدنمارك تحصل الحزب الشعبي الدانمركي المناهض لأوروبا على المرتبة الأولى ، بينما اكتسح الحزب اليساري سيريزا الراديكالي صناديق الاقتراع اليونانية حيث يطالب بوضع حد لتدبير التقشف بالدرجة الأولى . أما في ألمانيا فقد فاز حزب البديل لمكافحة أوروبا على مقاعد في برلمان بروكسل للمرة الأولى كما تحصل المشككون في بولندا على أربعة مقاعد . ويقوم المسؤولون الأوروبيون بمعاينة هذه التطورات وتداعياتها على توازنات القوة في بروكسل وعلى المشهد السياسي الأوروبي عامة . ولا تزال مجموعة المحافظين الأوروبيين التي قادها خلال الاقتراع جان كلود جونكر تحتفظ بالمكانة الأولى في البرلمان ب 210 من الأصوات فيما يتبوأ الاشتراكيون ب 183 مقعدًا المرتبة الثانية بزاعمة الألماني مارتين شولتس. ويعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل مساء غد الثلاثاء لبحث الموقف السياسي الأوروبي بشكل عام والبدء في مساومات بين دولهم لاقتسام المناصب الرئيسة في المؤسسات المقبلة.