أوضح معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر أن مبادرة وزارة الخارجية في عقد مؤتمر " الاقتصاد القائم على المعرفة ودوره في التنمية الوطنية " بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، الذي تنطلق أعماله بعد غد الخميس برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، تأتي استشعاراً منها لمدة حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة والاقتصاد القائم عليها، الذي أصبح ضرورة (وليس ترفاً )، تمليها الظروف والتطورات الدولية، التي تغير فيها مفهوم المنافسة العالمية، لتصبح المعرفة أساس المزايا التنافسية بين الدول، مع تناقص أهمية المزايا النسبية أو التفاضلية الأخرى مثل توفير الأرض ورأس المال والموارد الطبيعية. كما أصبح هذا التحول أمراً حتمياً لضمان استدامة عملية التنمية، وبناء اقتصاد عصري منافس، وتعميق الاستثمار في رأس المال البشرى، إذ يعد استثمار المعرفة في جميع قطاعات الاقتصاد مفتاحاً للتنمية وتوليد فرص العلم وتحقيق التنويع الاقتصادي . وأشار معاليه إلى جهود المملكة وإنجازاتها في مجال التحول نحو مجتمع المعرفة والاقتصاد القائم على المعرفة، حيث ركزت خطتا التنمية الثامنة والتاسعة على أعمال تنموية شكلت القاعدة الأساسية للانطلاق نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، فتم البدء في تنفيذ العديد من الاستراتيجيات الوطنية مثل الخطة الخمسية الأولى الموسعة للعلوم والتقنية والابتكار، والخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات، والإستراتيجية الوطنية للصناعة، واستراتيجية دعم الموهبة والإبداع والابتكار، وإستراتيجية تطوير التعليم العام، والخطة المستقبلية للتعليم الجامعي ( آفاق )، وغير ذلك . وقال إنه تتويجاً لهذه الجهود صدر الأمر السامي الذي فضى ب " تكليف وزارة الاقتصاد والتخطيط بإعداد استراتيجية وطنية شاملة وعملية للتحول إلى مجتمع المعرفة مدعومة ببرامج تنفيذية وزمنية محددة التكلفة "، وقد تم إعداد هذه الاستراتيجية وخطتها التنفيذية وآليات متابعة التنفيذ وتقييم الأداء تنفيذاً للتوجيه السامي وحرصاً على ضمان تنفيذ الاستراتيجية بشكل فعال. وسوف ترفع هذه الوثائق قريباً إلى المقام السامي لاعتمادها، كما تم تضمين برامج الاستراتيجية التنفيذية في الخطط التشغيلية لمختلف الجهات الحكومية لتشهد خطة التنمية العاشرة 1436 1440ه ( 2015 2019م ) البدء بتنفيذها بإذن الله . وبين معاليه أن مما يميز هذه الاستراتيجية عن غيرها : أنها تركز على معالجة القضايا الأساسية من منظور كلي مع التنسيق بين مختلف القطاعات الاقتصادية بصور متكاملة، وأنها تولي اهتماماً كبيراً بالوضع المؤسسي وبناء القدرات البشرية . مما يذكر أن المؤتمر يهدف إلى تبادل التجارب والخبرات المحلية والدولية والقضايا الرئيسة المتعلقة بالتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، ويشارك فيه نخبة من الخبراء والعلماء من الداخل والخارج. وتتناول محاوره التعليم والموارد البشرية، والبحث والابتكار والاستثمار في المجالات المعرفية، ودور تقنية المعلومات والاتصالات في الاقتصاد المعرفي .