أعاد مهرجان الساحل الشرقي الثاني، الزوار للواجهة البحرية مرة أخرى متشوقين لما يقدمه هذا المهرجان الذي ربط أهالي الساحل الشرقي بإرثهم البحري والذي تقام فعالياته في متنزه الملك عبدالله بالواجهة البحرية بالدمام. ويقدم المهرجان الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع لجنة التنمية السياحية والأمانة وإمارة المنطقة الشرقية ، طيلة أيامه تأصيل للهوية البحرية، كما يقدم منتج نابع من المجتمع بحسب الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان ، والذي أضاف أن المهرجان يطرح رؤية جديدة لجودة المنتج السياحي ، ونطمح أن يصل إلى العالمية ، ونعمل على بناء مهرجان اقتصادي تراثي بهوية بحرية يكون الأول خليجيًا يستوعب 4 مليون زائر من داخل وخارج المملكة ، ويحمل مردودًا اقتصاديًا للأسر المنتجة مع اختلاف في النشاط والجودة من خلال تسويق الأسر لنفسها. وتفاعل زوار المهرجان في يومه الأول والثاني مع المجاميع على المسرح المفتوح الذي أعدته اللجنة المنظمة ، واحتوى على أغاني بحرية وقف أمامها الزائر ، مستمتعاً بالدقة في التنفيذ فيما تفاعل معها كبار السن والذي أعادت لهم الحنين إلى الماضي الجميل. وجاءت أغاني "توب توب يا بحر - ما تخاف من الله يا بحر- أخذت وليدي يا بحر- أربعة والخامس دخل ، ودحر جوتي دوري دوري ، وحمامة نودي نودي سلمي على سيودي" ، محرك للزمن الجميل وأحلام الصيادين بكسب قوت يومهم عبر حناجر 800 مشارك من طلاب المدارس ومن شباب جمعية الثقافة والفنون. هذا وشاركت جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام ، في مهرجان الساحل الشرقي للتراث البحري الثاني ب 18 شابًا من فرقة شباب الجمعية يقومون بتجسيد طقوس الغوص قديمًا ، وكيفية العمل على ظهر السفينة عند الإبحار أو على اليابسة قبل الدخول إلى البحر وغيرها مما تتعلق بالسفينة والعمل البحري ، ومهامهم والمدة التي تكون على ظهر السفينة واستخراج اللؤلؤ ، كما يستعرضون "الخراب"و"البريخة" وهي المرافقة لأعمال سحب الحبل المثبت للسفينة والتي تصاحبها تصفيقات البحارة التي تشبه حركة الأمواج وتلاطمها بالسفينة ، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية التي يمارسها الأطفال. وكان التأليف والإخراج لهذه المشاهد للفنان راشد الورثان، وفي دور الراوي الفنان خالد العبودي، وبدور الطفل خالد السليطين، وكان هناك "النهام" الذي ينهم في البحر على ظهر السفينة ويملك الصوت الجميل والشجي ويؤدي أغاني البحر، والنهمة ترتبط بالعمل في السفينة أثناء رفع الأشرعة وإنزالها ولها ضوابط غنائية محددة لرفع الشراع أو خطف الشراع كما يسميه البحارة ويطلق على هذا الأداء "الخطفة" ، ثم تأتي بعد ذلك نهاية الرحلة وتسمى "القفال".