أبلغ المؤتمر الدولي الذي عقد بالعاصمة الإيطالية "روما"، ليبيا التي تجتاحها الاضطرابات أن المجتمع الدولي مستعد لمساعدتها في عملية التحول الديمقراطي، لكنه طالب الفصائل المتحاربة في البلاد الواقعة شمال إفريقيا بضرورة بذل جهود جادة لتحقيق المصالحة الوطنية. ورأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة، طارق متري، أن أي طرف خارجي لن يستطيع أن يفعل أي شيء حتى تقتنع جميع القوى السياسية الليبية بأنه من الضروري التغلب على الاختلافات التي تتحكم في الحياة السياسية وتنظمها. تصريحات متري جاءت في نهاية المؤتمر الدولي الذي استمر ليوم واحد واستضافته إيطاليا، وحضر هذا الحدث رفيع المستوى وفود من 40 دولة بينهم وزراء خارجية أمريكا، وروسيا، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا. من جانبه لفت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى أن ليبيا تعيش مرحلة تحول كبرى، وتعهد بالتزام بلاده مع شركائها بمكافحة الإرهاب، والحيلولة دون انتشار الأسلحة التقليدية، وبناء المؤسسات وإرساء الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد. وفي تصريح لوكالة الأنباء السعودية على هامش المؤتمر الدولي في روما، أوضح وزير الدفاع الليبي، عبد الله الثني، أن بلاده تسعى لتكوين قوات مشتركة مع دول الجوار، لحماية الحدود، والحيلولة دون تنقل الإرهاب أو تهريب السلاح. وقال الثني: إن ليبيا طبقت ذلك بالفعل مع تشاد، على الحدود المشتركة معها، وكذلك مع السودان. وشددت وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موجيريني، على أن ليبيا ليست وحدها، مشيرة في هذا الصدد إلى إجراء مبادرات ملموسة بشأن الأمن والحكم، سيتم مناقشتها في الأسابيع المقبلة في اجتماع دولي آخر سيعقد في تركيا. ونبهت موجيريني، إلى أنه سيكون من الصعوبة بمكان تدفق المشروعات إذا لم تكن هناك ظروف ملائمة على أرض الواقع للاستقرار السياسي والأمن. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في كلمته أمام المؤتمر: إن ليبيا ما زالت تحتاج إلى المزيد من الدعم، وأن ما قدمته المنظمات الإقليمية والدول المعنية لا يزال غير كاف مقارنة بحجم التحديات المطروحة، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود لإيجاد آليات عمل فاعلة وجدية لتنسيق المساعي لدعم خيارات الشعب الليبي وما يحدده من أولويات. وشدد العربي على ضرورة دعم الدور الذي تضطلع به بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا، (يونسميل)، فضلاً عن اعتماد مقاربة شاملة في معالجة مختلف الملفات المتعلقة بالتحديات الراهنة في ظل مصالحة وطنية شاملة ذات مصداقية وتوافق بين الليبيين حول مختلف الخيارات المطروحة لمستقبل ليبيا السياسي دون أي إقصاء.