سكبت مناسك الحج دمعة طفل كان قد هّم برمي الجمرات اليوم ، وكانت البراءة على موعد مع هطول فرائحي نقي امتزجت فيه المشاعر الصادقة والعواطف داخل المشاعر المقدسة .. المكان الذي لا مجال فيه للتمثيل .. فالتقطت عدسة واس وجه الطفل الذي تماهى مع جهشة البكاء وتساقطت دموعه من مآقي عينيه وهو يرمي الجمار في مظهر سعيد يفسره الموقف بإتمام المناسك. لاشيء أصدق وأكثر تعبيرا من دموع الأطفال التي تترجم الروحانية في أعلى معانيها وأسمها تفسيراتها في الوقت الذي اتفق الحجاج ملبسا وهدفا ووجهة، وهم يتقاطرون لصعيد الله الطاهر ملبين ومهللين ومكبرين ، متمنين القبول وراجين المغفرة ، مسرورون بالحج العظيم ، قد بدت البسمة على محياهم ، وظهرت ملامحها في الوجوه ، لينالوا رحمة ربهم ومغفرته ، وليعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم كنقاء الأطفال وقد نفضوا الذنوب وغسلوا الخطايا كما يُغسل الثوب الأبيض من الدنس. الأطفال في الحج .. زينة الدنيا وبهجتها ، قدموا مع ذويهم ليشاركوهم فرحتهم بإتمام الركن الخامس من أركان الإسلام ، وإذ بهم يَفْرِشون الصعيد ببسماتهم ، وينثرونها بين الحجاج ، لتزهو ملامح الرضا ، وتغدوا قوافل الحجاج واحة فيّاضة بالحب والرحمة. // يتبع // 16:19 ت م NNNN تغريد