أسهمت توصيات منظمة الصحة العالمية ووزراء الصحة العرب بالتدابير الوقائية من مرض الإنفلونزا المستجدة ( H1N1 ) في موسم حج هذا العام إلى جانب الخطط الوقائية الاحترازية لوزارة الصحة والقطاعات الأخرى المشاركة في خدمة الحجيج بالحد من انتشار هذا المرض بين ضيوف الرحمن وقللت من احتمال الإصابة بهذا الوباء العالمي. ومن أهم التوصيات في هذا الشأن منع الأطفال وكبار السن وخاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة من أداء مناسك الحج هذا العام بسبب المرض حرصا على سلامتهم وحمايتهم من المرض نظراً لاحتمال إصابة هذه الفئة بنسبة كبيرة عن بقية الفئات العمرية الأخرى. ورغم نجاح وزارة الصحة في إجراءاتها الوقائية ومنع الإنفلونزا من الانتشار في الحج ،إلا أن الملاحظ عدم التزام كثير من الآباء بتلك التوصيات وإحضار الأطفال الصغار إلى الحج الذي يجمع الملايين من أصقاع الأرض في مكان واحد في كثافة عددية تزيد من احتمالية وخطورة العدوى للأطفال. وفي هذا الإطار أكد عبدالمجيد علي باكستاني الجنسية قيامه بتطعيم ابنه رضا بمدينة تبوك قبيل توجهه إلى الأراضي المقدسة مبينا أنه أحضر ابنه معه نظرا لأنه ليس لديه من يرعى ابنه إذا ما تركه في تبوك. وقال : كنت حريصا على سلامة ابني وأود أن لا أحضره ولكني لم أجد سبيلا إلا إحضاره ، واتمنى لو كان هناك مراكز برسوم مخفضة لرعاية أطفال الحجاج لتركت طفلي عندهم لحين اكتمال أداء المناسك وبالتالي أطمئن عليه وأؤدي مناسك الحج وأنا صافي الذهن في أداء النسك. أما الحاج أحمد حسن مصطفى مصري الجنسية والذي كان يتجول مع ابنه في محل للمشروبات في مشعر منى تملؤه السعادة بأن ابنه يرتدي الإحرام ففاجأنا بأنه لم يقم بتطعيم ولده يوسف مرجعاً سبب ذلك إلى توكله على الله سبحانه وتعالى مع أتباعه للتعليمات ألتي حثت على الأخذ بالأسباب الوقائية المتمثلة في غسل اليدين بصفة مستمرة وتجنب الأماكن التي تشهد إزدحامات. وبرز عند رمي الجمرات العديد من الأطفال الذين حرص أباؤهم باندفاع عاطفي غير محسوب إلى دفع أبنائهم بين الحشود لرمي الجمار على جسر الجمرات الجديد فيما حرص آخرون يوم عرفة على الصعود بهم إلى جبل الرحمة وغير ذلك من الأمور بحماس لتكوين تجربة جديدة لهذا الطفل الذي لا يدرك أهمية ومكانة هذه المشاعر. وكانت الكشافة السعودية الحاضرة في كل خدمات الحج تمد يد العون لكل ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة حاضرة عند الأطفال أيضا ، فكانت تؤوي الأطفال التائهين وتعمل على إعادتهم لأهليهم وسط ملايين الحجاج في عرفات ومنى وتسلي الأطفال لحين تسليمهم لأسرهم ، وقد استخدمت في ذلك وسائل التقنية الحديثة من خلال الإعلان عن صور الأطفال التائهين على موقع للكشافة على الإنترنت. كما كان لرجال الأمن حضور الأب بالنسبة للأطفال التائهين عن أسرهم في تعاطف مع طفل لا يملك قرارا في حجه وقد تقاطرت دموعه بضياعه عن أهله ، فيقوده رجل الأمن بحثا عن سبيل لإعادته لذويه وإخراجه من حشود الحجاج بسلامة. والشيخ عبدالمحسن البكر أحد الدعاة المشاركين في الدعوة والإرشاد في الحج وسئل عن حج الأطفال والحكم الشرعي في ذلك فأجاب قائلا “ يجب على المسلم اتباع تعليمات ولاة الأمر في هذا الشأن أولاً ونصائح الجهات المختصه في مثل هذه الأمور ، ثم يأتي بعد ذلك دور الأب في الحفاظ على الرعية المؤتمن عليها ويؤكد لنا ذلك حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ». رواه مسلم ، فإن خاطر الأب بأطفاله وحدث لهم اي مكروه فهو آثم على ذلك ، والدين الحنيف يسر لنا أداء هذا الركن العظيم ( الحج ) بحيث شرط فيه الاستطاعه للمؤمن ، فهناك التدافع والازدحام الذي لا يطيقه الأطفال وكبار السن. ونصح الشيخ البكر أولياء الأمور بعدم اصطحاب أطفالهم إلى الحج حفاظا على سلامتهم . وأشار أحد المسئولين بوزارة الصحة عن التوصيات الاحترازية للأطفال وكبار السن في أداء مناسك الحج التي نصت عليها توجيهات الصحة العالمية بأنه تم إبلاغ جميع الدول بما أوصت به المنظمة حيال الإجراءات الاحترازية لمرض أنفلونزا ( H1N1 ) لافتا إلى أنها توصيات لكنها غير ملزمة فهي اختيارية كما أن المملكة لا تمنع أي حاج أداء مناسك الحج.