ظل هاجس التعليم يراود الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله بإلحاح منذ توحيده المملكة العربية السعودية إدراكًا منه بأهميته لنهضة الوطن، فكان إنشاء المدارس ودعمها بالسبل كافة الهم الأول بعد استقرار الحكم، لتقوم هذه المدارس بمشروعها التربوي والتعليمي، منطلقاً -رحمه الله- من كون التعليم أساس رقي واستقرار المجتمعات وتطورها في مناحي الحياة أجمع. وكان من أول اهتمامات الملك عبد العزيز- رحمه الله- بعد ضم الحجاز سنة 1344ه /1925م, العناية بحركة التربية والتعليم, فأمر في ذلك العام بإنشاء أول مديرية عامة للمعارف, تولت افتتاح المدارس في مناطق المملكة, وتجهيزها ومدها بالمدرسين من داخل البلاد وخارجها. وتمخض عن هذه الخطوة، إنشاء المعهد العلمي السعودي بمكةالمكرمة وذلك عام 1345ه/1926م كأول المعاهد في المملكة، ثم مدرسة تحضير البعثات بمكة سنة 1355ه/ 1936م, فدار التوحيد بالطائف سنة 1368ه, لتتوالى بعدها نشر المعاهد العلمية في المدن الكبرى في البلاد, وإقامة مدارس التعليم في مختلف المناطق، حتى عام 1369ه حيث أمر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بتأسيس كلية الشريعة في مكة لتصبح أولى المؤسسات التعليمية الجامعية قياماً في البلاد، ونواة جامعة أم القرى " الحالية", والكلية الأم فيها. وعدت هذه البدايات، الانطلاقة الحقيقية لعجلة التعليم في المملكة، التي قفزت بالبلاد قفزات كبيرة خلال فترات حكم أبناء الملك عبدالعزيز، الملوك : سعود، وفيصل، وخالد، وفهد -رحمهم الله جميعاً - وتطورت خلالها من التعليم العام إلى التعليم العالي، ليتوّجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بنقلة هائلة في تطوير الكفاءات البشرية، واستحداث عدد من الجامعات والكليات العامة والخاصة في شتى أنحاء المملكة، صاحبها بناء المدن الجامعية المجهزة بأحدث الأنظمة العالمية في التعليم الأكاديمي. وجاء قرار إنشاء وزارة التعليم العالي في عام 1395ه (1975م) لتتولى مسؤولية الإشراف والتخطيط والتنسيق لاحتياجات المملكة في مجال التعليم العالي، سعياً لتوفير الكوادر الوطنية المتخصصة في المجالات الإدارية والعلمية بما يخدم الأهداف التنموية الوطنية. وكانت أول جامعة حكومية في المملكة العربية السعودية هي جامعة الملك سعود، وتم إنشاؤها عام 1377 ه الموافق 1957م، وآخر جامعة هي الجامعة السعودية الإلكترونية (الخامسة والعشرين) التي أمر بإنشائها خادم الحرمين الشريفين عام 1432ه، لتكون رافداً من روافد التعليم الأكاديمي الحديث من خلال توفير بيئة تعلم إلكترونية مبنية على تقنيات المعلومات والاتصالات وتقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. ويمثل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - أيدهما الله - المحرك الأول وقوة الدفع الأساسية لكل ما يشهده التعليم العالي من تطورات وإنجازات على كافة المستويات، لفتت انتباه المهتمين بشؤون التعليم العالي في دول العالم، في حين أدخلت وزارة التعليم العالي تغييرات جذرية للوصول إلى هيكلة جديدة للجامعات في بلادنا الغالية بحيث تتناسب مع توجهات سوق العمل السعودي والعالمي، عبر مجموعة من البرامج والإجراءات، والخطط القصيرة، والمتوسطة والطويلة المدى لتشمل عدداً من المحاور، أبرزها سبعة محاور هي : القبول والاستيعاب، المواءمة، الجودة ، التمويل ، البحث العلمي ، الابتعاث ، وأخيراً التخطيط الاستراتيجي. // يتبع // 12:28 ت م NNNN تغريد