شهدت مسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود / رحمه الله / قفزات كبيرة تؤكد حرصه رحمه الله على أن تكون الأولوية للتعليم ونشره في أرجاء البلاد وتتابع الاهتمام بتطوير مسيرته حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله . واستعرض مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة الدكتورتنيضب عوادة الفايدي في محاضرة له اليوم بمناسبة احتفاء المنطقة التعليمية باليوم الوطني بعنوان /إضاءات من رعاية الملك عبد العزيز للتربية والتعليم /سلط خلالها عن مسيرة التعليم منذ بداية عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله والذي كان يقوم على نظام التعليم القديم أو التعليم التقليدي القائم على الدراسة في المراحل الثلاثة الكتاتيب ثم حلقات المساجدثم الرحلات لطلب العلم والتي انتشرت في مدن وقرى نجد وتقوم بتعليم مبادئ القراءة والكتابة مع ندرة قلة الإقبال آنذاك أما للعمل أو لضيق ذات اليد أما تواجد حلقات المساجد فكانت في المدن حيث تدرس فيها العلوم الشرعية واللغة العربية أما السفر لطلب العلم فكان لفئة قليلة نابغة من طلاب تلك الحلقات. وبين الدكتور الفايدي في محاضرته أن ظهور التعليم الحديث تم عقب ضم الملك عبدالعزيز الحجاز عام 1344ه - 1925م واهتم الملك عبدالعزيز رحمه الله بإدخال التعليم الحديث فأصدر أمراً بإنشاء مديرية المعارف عام 1344ه -1925م وصار لهذه المديرية ميزانية خاصة بها وبدأت بفتح المدارس الابتدائية في بعض مدن الحجاز ونجد كما أمر بإنشاء المعهد العلمي السعودي عام 1345ه - 1926م بمكةالمكرمة وهو يعادل الدراسة الثانوية ثم أنشأت مدرسة تحضير البعثات عام 1355ه - 1936م وذلك لأعداد الطلاب للابتعاث للدراسة في الجامعات المصرية وفي الحقيقة كانت مسيرة التعليم الحديث في هذه الفترة بطيئة. وتتبع مدير التربية والتعليم في محاضرته اهتمام الملك عبدالعزيز رحمه الله بالتعليم الجامعي حيث فتح فروع للمعهد العلمي السعودي في بعض مدن المملكة وفتحت مدرسة دار التوحيد الثانوية في الطائف عام 1364ه- 1945م بل وصلت المملكة الى مستوى المرحلة الجامعية حينما فتحت كلية الشريعة بمكة عام 1369ه كما فتحت بمكة أيضا كلية المعلمين عام 1372ه - 1952م أما في نجد فقد تم فتح معهد الرياض العلمي عام 1370ه وهو يعادل الشهادة الثانوية ثم في عام 1373ه- 1953م تم فتح كلية الشريعة بالرياض كما افتتحت معاهد علمية على غرار معهد الرياض في بعض المدن الكبيرة وجعل لهذه المعاهد مع كلية الشريعة إدارة خاصة مستقلة عن مديرية المعارف أما المدارس الثانوية العامة فقد قامت مديرية المعارف بفتح أربع مدارس عام 1364ه - 1945م ثم صار عددها ثماني مدارس عام 1370ه - 1950م وذلك في مدن المملكة الرئيسة . وقارن المحاضر بدايات التعليم في عهدالملك عبدالعزيز بالكتاتيب ولم ينته حتى كان التعليم الجامعي قد ظهر في مكةوالرياض وهو تطور كبير في المستوى الثقافي لذلك العهد واشار الى أن التعليم في المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز مجاني في جميع مراحله تدريسا ومقررات بل خصصت الحكومة رواتب شهرية لطلاب بعض المدارس كالمعاهد العلمية ودار التوحيد والكليات الجامعية وذلك تشجيعا لطلابها ولا أدل على اهتمام الملك عبدالعزيز بالتعليم أن ميزانية مديرية المعارف بلغت عشرين مليونا من الريالات وذلك عام 1373ه - 1953م وهو مبلغ كبير آنذاك . وأكد الدكتور الفايدي في ختام محاضرته أن كل ذلك يدل على حرص الملك عبد العزيز على نشر التعليم حيث بلغ عدد المدارس عند وفاته يرحمه الله (306) مدرسة شملت جميع المراحل والمعاهد المختلفة وتواصلت مسيرة العناية بالتعليم العام بنين وبنات في عهد أبنائه البررة من بعده وتعددت أنواعه كما أن الجامعات أصبحت تستقبل أبناء وبنات المملكة العربية السعودية إضافة إلى آلاف المبتعثين للتحصيل العلمي بالعلم والتقنية وتطور التعليم نوعاً وكماً حتى أصبح عدد المدارس في وزارة التربية والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود 30 ألف مدرسة بنين وبنات أما الجامعات فقد تضاعفت ثلاثة مرات حيث ارتفع من 8 جامعات إلى 24 جامعة حكومية إضافة إلى 6 جامعات أهلية أي أصبحت هناك ثلاثون جامعة في وطننا الغالي . // انتهى //