بدأت اليوم بالقاهرة أعمال المؤتمر الإقليمي للسكان والتنمية في الدول العربية تحت عنوان ( تحديات التنمية والتحولات السكانية في عالم عربي متغير ) ويستمر لمدة يومين بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير الصحة والسكان المصري الدكتور محمد مصطفى حامد. وقال العربي في كلمته أمام الاجتماع إن مؤتمر اليوم يكتسب أهمية كبيرة متعددة الآفاق ومتشعبة الأبعاد كونه يناقش العديد من المواضيع المتعلقة بالسكان والتنمية، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيتناول بالدراسة والنقاش العلمي قضايا وموضوعات سكانية واجتماعية وصحية تقع في صميم أولويات التنمية في البلدان العربية، ومنها النمو السكاني وصحة الأسرة والصحة الإنجابية وقضايا الحراك السكاني وتداعيات التغير المناخي على الأوضاع السكانية والأنشطة السكانية المختلفة في الريف والحضر. واعتبر الأمين العام للجامعة العربية المؤتمر الأهم والأول في مسيرة العمل الإقليمي والدولي لمتابعة وتقويم نتائج وتوصيات وبرامج العمل التي صدرت عن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994، لافتا النظر إلى أن أعماله ستضمن في أقسام كثيرة منها إجراء تقويم ومراجعة دقيقة تشمل فترة العشرين سنة الفاصلة بين مؤتمري القاهرة الدولي 1994 والعربي 2013. وأفاد العربي أنه رغم ما بذلته الدول العربية من جهود حثيثة لتعزيز فرص التنمية ولمواجهة التحديات السكانية ولتوظيف الفرص، فإن المنطقة العربية لاتزال تعاني من تحديات سكانية متشعبة، بل إن بعضها قد شهد تفاقماً خلال فترة الانتقال الأخيرة. وأضاف أن البلاد العربية تشهد معدلات بطالة عالية مقارنة بأقاليم العالم الأخرى، مبينا أن ارتفاع هذه المعدلات يعد أحد الأسباب الرئيسية للأحداث التي شهدتها العديد من دول المنطقة في الفترة الأخيرة. من جانبه أكد وزير الصحة والسكان المصري الدكتور محمد مصطفى حامد حرص بلاده على الالتزام ببرنامج عمل مؤتمر السكان 1994 وأهدافه حتى عام 2014، ومواصلة العمل على تنفيذ الأهداف التنموية للألفية الثالثة بما يحقق التنمية المنشودة وتحقيق تكافؤ الفرص وسد الفجوة بين الجنسين. ودعا حامد إلى ضرورة تكثيف الجهود من خلال المؤتمر لبلورة إستراتيجية عربية موحدة لتنفيذ أهداف السكانية والتنموية بحلول 2014، والإسهام في صياغة الأجندة العالمية لما بعد 2015 في المجالات التنموية، وضرورة تنفيذ السياسات السكانية بكل دولة بما يتوافق مع أولوياتها وسياساتها الوطنية. من جهتها أشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا الدكتورة ريما خلف إلى أهمية هذا المؤتمر لمراجعة ما تم تحقيقه من أهداف مؤتمر السكان 1994 الذي شكّل نقطة تحول للانطلاق نحو الاستثمار في صحة الإنسان والأسرة وتحقيق رفاهية السكان التي تشترط مشاركتهم بالأساس. واستعرضت خلف التحديات التي تواجه برامج تنمية السكان ومنها افتقار الدول العربية لأطر مؤسسية لتطبيق برنامج المؤتمر، والضعف في تأمين الفرص الاقتصادية ومواجهة البطالة وضعف المشاركة الشعبية في صنع السياسات السكانية، لافتة إلى أن البرامج التنموية لم تواكب التحولات الجارية. بدوره أكد المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان الدكتور بابا توندى أهمية العمل على الاهتمام بالصحة الإنجابية وإلحاق الفتيات بالتعليم وتمثيل المرأة في الحياة السياسية وتجريم العنف ضد المرأة. وشدد توندي على ضرورة الاستجابة للمبادئ التي وضعها مؤتمر القاهرة لتلبية احتياجات اللاجئين وتحقيق أهداف التنمية فيما يتعلق بأوضاعهم وتوفير السلامة الصحية لهم والخدمات الاجتماعية، منوها بأن شباب المنطقة العربية هم حاضر الأمة ومستقبلها ولابد من العمل من أجل الاستفادة من طاقاتهم. // انتهى // 20:37 ت م تغريد