أقيمت مساء اليوم ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 1434ه ندوة بعنوان " العقل والوجدان في الفكر الإسلامي "، شارك فيها الدكتور سعيد بن سعيد العلوي، والدكتور عبد الحميد أبو سليمان، والدكتور إبراهيم الدويش، وأدارها عضو هيئة التدريس بجامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور عز الدين موسى، وذلك بقاعة المحاضرات الرئيسية بمركز المعارض والمؤتمرات في الرياض. وتحدث الدكتور سعيد بن سعيد العلوي عن تعريف جانبي الفكر الإسلامي العقل والوجدان وأنهما طرفين متضادين متغيرين متميزين، مبينًا أن تعريف العقل فيه إشكالات من ناحية تعدد تعاريفه، موضحًا معنى العقل بالمفهوم الفكري الغربي وخطورة ذلك التعريف الخالي من قضية الإيمان، والتعريف العربي الإسلامي للعقل والمرتبط تصديقًا بالله، وإيمانًا وجدانيًا به تعالى، والتجارب الحياتية والتحصيل المعرفي للعلم الضروري والنظري، كما عرف الوجدان عربيًا بأنه كل ماله علاقة بالحس والمشاعر وما يوجد في الصدر وارتباطه بمعنيي البوح والكتمان، ولفت النظر إلى العلاقة بينهما في نظر العلماء المتقدمين كالجاحظ وأبن خلدون، مستدلاً من القرآن الكريم إشارة صريحة عن علاقة العقل والوجدان ببعضهما ومقتضياتهما والتوفيق بينهما، ملخصًا أن العقل يسرح والوجدان يؤمن. بعدها تحدث الدكتور عبد الحميد أبو سليمان، عن الفكر الوجداني والعقلي في الفكر الإسلامي من خلال تمهيد استعرض فيه مفهوم الأممية مقارنة بما يجب أن تكون، وما تمثله الأمة الإسلامية في خارطة العالم المعاصر ، وما تعكسه علاقات هذه الأمة بعضها ببعض، وما يجب أن تكون عليه لتندرج تحت مفهوم الأمة التي ذكرها الله تعالى في كتابه، كما استعرض اختلاف الرؤية الفكرية الكونية تجاه قصة العقل والوجدان، موردًا العديد من الشواهد القرآنية، والأحاديث النبوية التي قدم من خلالها ربطًا لمفهوم الأمة الذي ينعكس بدوره على عقل الإنسان وتفكيره، وعلى وجدانه تجاه علومه ومعارفه منذ قوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها " . وختم الدكتور أبو سليمان، مشاركته بوصف اختلافات العلوم المنتجة للمعرفة والفكر بين العقل والوجدان بأنها تأتي في سياقها الطبيعي، التي تتشكل عبر الحس الروحي، مؤكدًا على أهمية الرجوع إلى ضابط معنى الأمة الإسلامية وفكرها بعيدا عن الخطاب المنفر وتغييره بالخطاب المرغب. ثم تحدث الدكتور إبراهيم الدويش عن معنى العقل والوجدان في الفكر الإسلامي من خلال ربط المفهومين بالمرجعية الإسلامية " الكتاب والسنة " وما جاء فيهما عن هذين المفهومين، مؤكدًا أنها مرجعية ضابطة لهما، لتنطلق في تكاملية متوازنة في التفكير والتدبر والتحليل، كما بيّن أن الإسلام جاء لهذب العقل على حدة، وتجميل الوجدان من جهة، ليجتمعا في تكامل منسجم بعيد عن تضادهما . أعقب ذلك الإجابة على مداخلات ومناقشات الجمهور، في تفاعل إيجابي بمحتوى الندوة. // انتهى // 22:03 ت م تغريد