شهدت ندوة «السلفية المفهوم والمراحل والتحولات» أمس على هامش النشاطات الثقافية في الجنادرية، تجاذبات بين المشاركين فيها، واختلافات حول المفهوم والمضمون، ولاسيما حول تحديد مف هوم السلفية، وانعكاساتها على الساحة الإسلامية، معتبرين «أننا لم نتمكن من تقديم شكل مقبول للسلفية». أدار الجلسة عضو هيئة كبار العلماء عبد الوهاب أبو سليمان، وتحدث فيها عدد من الباحثين منهم الدكتور عبد الله الطريقي، الذي اعتبر «أن السلفية تتسع لجميع المدارس، وهي متعددة، وأن المدرسة الجهادية استثناء من السلفية، لكن نحن نسعى لمنهج معتدل». ولاحظ المفكر الإسلامي رضوان السيد «أن السلفية انتشرت في أغلب الدول الإسلامية، وهي تاريخيا قضت على الأشعرية وقلصت من الوجود الصوفي». وشدد على ضرورة مراجعة «أنفسنا وأمورنا، وأن يتسع تفكيرنا للجميع، وأن نتحمل بعضنا البعض»، واعتبر أنه «لم نستطع تقديم شكل مقبول للسلفية». ولفت المفكر المغربي عبد الحكيم أبو اللوز إلى وجود «100 جمعية سلفية في المغرب العربي، وهي كانت متوحدة مع السلطة قبل أن تنقلب عليها»، وطالب بأن يناقش علماء الاجتماع هذا الأمر، ودور السلفية وقادتها في العمل الإسلامي عامة. وذكر الدكتور جمال سلطان من مصر «أن السلفية تعرضت لهجوم عنيف منذ زمن، وأنها ساهمت بعودة الكثيرين إلى الإسلام بعد نكسة 67»، مطالبا بتعريف جديد للسلفية يتناسب مع عصرنا الحاضر. ولفت مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو في مداخلة له إلى وجود أخطاء في السلفية، منها التشدد، مؤكدا أن السلفية هي الأصل، ولا بد من التمسك بها، خصوصا أن الإسلام يحتاج إلى تصحيح صورته، وعدم حدوث شروخ جديدة فيه. وأفاد رئيس جامعة الأزهر السابق الدكتور أحمد عمر هاشم «أن السلفية تعني المنهج الأصيل والصافي والسلوك المستقيم»، رافضا تعددية مصطلح السلفية، «حتى لا يتشتت الناس»، موضحا أن السلفية تدعو للتجديد والفكر والعقل، وليس الجمود والتطرف كما يذكر البعض ويشوهها. وفي الجلسة الثانية، تحدث رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن حميد عن مفهوم السلفية، ومنهج السلف وبيان المنهج السلفي، واستعرض بعض الجمعيات السلفية في العديد من البلدان، ورأى أن الولاء للمنهج وليست للجماعة والتصورات الخاطئة لبعض المتحدثين ومعالم المنهج السلفي. ولاحظ الشيخ محمد الأمين أن السلفية ليست مذهبا، مبرزا بعض الأفكار والطروحات حول السلفية المعاصرة بعد الدولة العثمانية.