أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل واتباع أوامره واجتناب نواهيه داعيا إلى الابتعاد عن الفتن وأسبابها وذلك ابتغاء لمرضاته عز وجل . وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام : " حين أراد الله بالبشرية خيراً بعث فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن فهدى به من الضلالة وبصّر به من العمى وأخرج الناس من الظلمات إلى النور فقامت حضارة وسادت أمم ونهضت شعوب , وماتم ذلك بعد توفيق الله إلا بوقود تشحذ به الطاقات ودافع تتغذى به الهمم وتقوى الإرادات إنه وقود الإيمان ودافع العقيدة إيمان صنع جيلاً لم تعرف الدنيا مثله وحضارة لم يهنأ العالم بمثلها عمل وجد وبناء وخلق ورقي ومرحمة وجهاد وفتح للقلوب والبصائر وعدل وسع الدنيا ومع ذلك كله عزم يدكّ الجبال وثبات يوازي الرواسي ونصر وعزة وكرامة إنه الإيمان الذي يصنع المعجزات العقائد والتصورات والإيمان واليقين أسلحة لا قبل لجيوش الأرض بها. وبيّن فضيلته أن الإيمان الصادق خير ما أضمر الإنسان وأفضل ما أظهر والإيمان ليس مجرد كلمة تقال ولكنه مع ذلك إحساس بجلال الله وخشوع لعظمته وانقياد لأمره والإيمان مشاعر نبيلة وصفات كريمة وعقل مستقيم وضمير حي وهو شفاء من كل علل النفوس فهو تصديق وعمل " ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان" وأصح القلوب وأقومها وأرقها وأصفاها وأقواها وألينها من اتخذ الله وحده إلها ومعبودا وأخلص القلب له دون سواه. وأوضح الشيخ آل طالب أن الإيمان يصنع المواقف كما يصنع الرجال فبه بلغ الصحابة رضي الله عنهم بالإسلام ما بلغوا وعطرت سيرتهم ومسيرتهم ذرات الكون لقد بلغ الإيمان واليقين في الصحابة مبلغ صنع التاريخ في علمهم وفقههم وجهادهم وعبادتهم وحبهم وتعاونهم وبذل مهجهم إلى الله ، مشيراً إلى أنه على مدى القرون السالفة لم يسجل للعرب مجد إلا بدينهم ولم يكن لهم عز إلا بإيمانهم وكأن الله أراد أن تكون القيادة الروحية للبشرية لهم وحين تخلوا عن هذه الروح وتخلوا عن هذا الدور انتكست حالهم ولم تتم لهم نهضة بعد عصور الانحطاط لأنهم نحّوا الإيمان تأسيا بباقي الأمم فلا حفظوا الدين ولا كسبوا الدنيا فرأوا مسالك القومية والشيوعية والعلمانية فإذا دروبهم ومجدهم سرابا . // يتبع //