تشهد الدوائر الأوروبية جدلاً متصاعداً بشأن مطالب بريطانيا بالحصول على مزيد من الامتيازات واستعادة عدد من صلاحيات الاتحاد الأوروبي إلى نطاق صلاحياتها الوطنية ويتوقع أن يخيم هذا الجدل على جانب كبير من الأنشطة الأوروبية العام المقبل 2013م. وأعطى رئيس المجلس الأوروبي هرمن فان رومباي إشارة الانطلاق اليوم لهذا الجدل حيث توجه في مبادرة غير مسبوقة بانتقادات مباشرة لرئيس حكومة دولة عضو وهو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يواجه داخل بلاده وتحيداً في صفوف حزبه دعوات متنامية بتقليص الدور الأوروبي في رسم السياسات البريطانية. وحذر هيرمان فان رومباي من سلوك رئيس الوزراء البريطاني داخل الاتحاد وما ينطوى عليه هذا السلوك من خطورة قد تهدد مستقبل التكتل الموحد برمته. وأشار في تصريحات له اليوم أن محاولات كاميرون من أجل الحصول على سلطات وامتيازات استثنائية على حساب دول المجموعة الأوروبية ال 27 يهدد بانهيار التكتل الموحد. وقال فان رومباي لو عمدت كل دولة عضو في الاتحاد إلى الحصول على امتيازات وانتقاء ما يناسبها من السياسات ورفض غير المناسب لها فإن ذلك سيؤدي لا محالة إلى انهيار الاتحاد والسوق الأوروبية سريعًا. وأعرب فان رومباي عن رفضه لاقتراحات كاميرون الرامية لتغيير المعاهدات الأوروبية عاداً هذا الموقف محاولة من جانب لندن للنأي بالنفس عن المشاكل التي يعاني منها الاتحاد خاصة الاقتصادية منها مقرًا بحق كل دولة في التعبير عن مخاوفها والإعلان عن رغبتها وعن رؤيتها خلال النقاشات المتعددة. وتتمحور الخلافات الأوروبية البريطانية حاليا حول ملفت حيوية مثل الاتحاد المصرفي والسياسات الضريبة وسياسات الأمن والعدل وخيارات الدفاع المشترك ومن جانبه اقترح رئيس المفوضية الأوروبية السابق جاك ديلور على بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واختيار شكل آخر من الشراكة مع بروكسل. وقال ديلور في حديث مع صحيفة //هاندلسبلات الاقتصادية الألمانية// إن البريطانيين مهتمون بمصالحهم الاقتصادية فقط ليس الا ويمكن أن نقترح عليهم شكلا آخر من الشراكة. // انتهى //