رفع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا الاتحادية ومندوب المملكة الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا محمد بن عبدالرحمن السلوم تهنئته والعاملين في السفارة والمكاتب الفنية التابعة لها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بمناسبة افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية : " تحول بتوفيق الله حلم خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - إلى واقع ملموس وهو ما يعد بحق مفخرة ليس لأبناء المملكة العربية السعودية فحسب بل لأبناء الأمتين العربية والإسلامية كافة بإنشاء هذا الجسر المهم للتواصل مع أتباع الأديان والثقافات" . وأضاف : " أن هذا الإنجاز هو ثمرة جهود عقود من الزمن استلهمها الملك المفدى بإشاعة ثقافة الحوار منذ أن أمر - حفظه الله - بإقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة السنوي وأصبحت الدول تتسابق بطلب المشاركة فيه ونيل الحظوة بوصفها ضيف شرف لفعالياته". وأبان السفير السلوم أن خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله -عندما راودته فكرة الحوار كان يستشعر الإرث الحضاري العظيم لثقافة عربية هي من أعرق الثقافات ، ويستحضر أن المملكة تمتاز من بين دول العالم قاطبة بأن في أرضها مهد الرسالة الإسلامية ، ومن أرضها أيضاً انطلق الحرف العربي والثقافة العربية الأصيلة ، ومن هنا كان إيمانها العميق بأن التواصل والحوار هما سبيل إلى السلام فليس للبشرية من ملجأ إلا بإشاعة روح الحوار والسلام بين الأمم والشعوب والثقافات وهو ما تدعو إليه وتنادي به الفلسفات الإنسانية التي دعا إليها الإسلام والمصلحون. وأوضح أنه من أجل الانطلاق من الحوار الداخلي الذي امتد لسنوات عدة ، ولقاءات خادم الحرمين الشريفين المتعددة بأبنائه وإخوانه المواطنين وأئمة المساجد ورجال الفكر ، والمسؤولين عن التعليم وما وفرته اللقاءات من مقدمات ضرورية على مختلف الأصعدة ، جاءت فكرة الانطلاق بهذه الرؤية إلى آفاق وفضاءات أرحب حيث دعا إلى القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة عام 2005 م ومن بعدها لقاؤه الشهير مع بابا الفاتيكان في 2007م وما تمخّض عنه من مباركة لهذه الخطوة ، وما أعقبه من لقاء مكةالمكرمة ، وما أعقبه من المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في مدريد في نفس العام. وأفاد السفير السلوم أن هذه المؤتمرات توجت بتأسيس الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات ومباركة الأممالمتحدة لدعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008م وأخيرا وليس آخرا مؤتمرا جنيف الدولي 2009 وفيينا في العام الماضي. وبيّن أن جميع المؤتمرات أكدت على دعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الأهداف التي رسمها - حفظه الله - لإشاعة ثقافة الحوار وتعزيز القيم الإنسانية بين الشعوب. وأكد أن الحوارات الثقافية والفكرية الجادة ينبغي أن تتوجه إلى الكشف عن العناصر التي من شأنها أن تضيف للأطروحات الفكرية والثقافية والحضارية،كما أن الحوار السليم هو الذي يرتكز في مراحله الأولي تحديدا على إظهار فضل أي فضاء حضاري أو ثقافي على الآخر ومعرفة الواقع وذلك بالكشف عن عناصر الوعي المشتركة للوصول إلى فهم متقارب إن تعذر أن يكون مشتركا. وتطرق إلى أن للحوارات التي تجرى يجب أن ترتكز ابتداء على نقد المفاهيم السائدة لدى كل طرف عن الآخر ، أملا في الوصول إلى وعي حقيقي ،فالعالم الغربي مثلا بما يشكله من ثقافة وحضارة وامتداد سياسي واجتماعي في فضائنا العربي والإسلامي أضحى حقيقة قائمة لا يمكن تجاهلها. كما أن الإسلام وبما يشكله أيضاً من ثقافة وحضارة وامتداد سياسي واجتماعي أضحى حقيقة قائمة لا يمكن تجاهلها . وأوضح السفير أن تفعيل قيمة الفهم المشترك لن يتحقق إلا من خلال إرادة جماعية. كما أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا على ما أورده معالي أمين عام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات مؤخراً من أهمية إخراج الحوارات من إطارها النظري والتقليدي إلى إطار أكثر ملامسة للواقع المعاش ، وأهمية أن يكون المركز حاضنة للهيئات والمنضمات التي تعنى بالحوار وإشاعة ثقافته وبأن ينبثق عنه إنشاء مركز للدراسات والأبحاث متخصص في شؤون قضايا الإسلام والغرب. // انتهى //