أوضح صاحب السمو الأمير منصور بن خالد آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا أن اجتماع لجنة المتابعة للمؤتمر العلمي للحوار الذي بدأ أعماله بفيينا أمس سيحدد المسار المستقبلي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لقيت صدى واسعاً في مختلف أنحاء العالم منذ انطلاقتها في مدريد لأنها تدعو إلى تحقيق المزيد من التقارب بين أتباع الأديان والحضارات وأن تكون بمشيئة الله بداية انطلاقة لاحتواء الصراعات والخلافات بين الأمم والشعوب". وعبر سموه عن تفاؤله بأن تحقق المبادرة أهدافها في التقارب بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة والعمل على أيجاد حلول لمشاكل الإنسانية جمعاء لنبذ الحروب والخلافات والصراعات . وكانت اجتماعات لجنة متابعة حوار الأديان قد بدأت أمس بحضور صاحب السمو الأمير منصور بن خالد سفير المملكة بالنمسا ومعالي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي والأمين العام لوزارة خارجية النمسا يوهانس كيرلي وممثلين عن أصحاب الأديان والثقافات في قصر هوفبورغ في العاصمة النمساوية فينا. واستهل أمين عام وزارة الخارجية النمساوية الاجتماع بكلمة رحب فيها بالمشاركين مشدداً على أهمية الحوار بين الأديان خاصة أنه يعقد في النمسا التي تعتبر صلة بين أوروبا والعالم العربي والإسلامي. وأشار إلى أن النمسا استضافت مؤتمر أوروبا والعالم العربي الذي شارك به الأمين العام لجامعة الدول العربية حيث عقدت جلسة للخبراء وشارك الشباب من الجانبين في هذا الحوار. وأوضح أن النمسا كعضو غير دائم في مجلس الأمن سوف تقترح في عام 2010 عقد مؤتمر حول الثقافات وسوف تطرح هذا المقترح على مجلس الأمن. ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة رحب خلالها بالحضور وقال "إن هذا اللقاء يجمعنا على مهمة مشتركة تسهم في بناء مجتمعات إنسانية مترابطة بأواصر العدالة والتعاون وتقل فيها مشاهد الصراعات المأساوية التي طالما فتكت بالفئات المستضعفة المغلوب على أمرها وتواجه فيها النعرات والأحقاد الدفينة التي طالما أعانت الفئات الغالبة القوية على البغي والعدوان". وأكد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالدعوة للحوار بين أتباع الأديان والحضارات تسعى إلى تحقيق التعايش الإيجابي والتعاون البناء في القضايا الإنسانية المشتركة. ومضى معاليه يقول لقد نظمت رابطة العالم الإسلامي تحت رعايته الكريمة مؤتمرين مهمين، أحدهما في مكة والثاني في مدريد، وأضاف لقد كان مؤتمر مدريد مؤتمراً متميزاً حقاً حيث جمع عدداً كبيراً من المشاركين من مختلف أتباع الأديان والفلسفات وكانت أصداؤه قوية ومشجعة في الأوساط العالمية. وقال "لقد صدر عن المؤتمر بيان ختامي حمل اسم (إعلان مدريد) وتضمن عدداً من المفاهيم المشتركة والمبادئ التي يمكن الانطلاق منها نحو حوار جاد ومثمر بين المجموعات الحضارية والدينية المكونة للأسرة البشرية كما تضمن البيان عدداً من التوصيات وآلياتها التنفيذية، التي تنتقل بالحوار إلى أرض الواقع". وقال "إن الخطاب الذي توجه به الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي من القاهرة والذي لقي صدى طيباً في الرأي العام الإسلامي وقياداته وسجلت رابطة العالم الإسلامي ترحيبها بهذه البادرة التي تعبر عن توجه متفائل نحو التعاون العالمي على ضوء شمولية العدالة والمساواة والاحترام المتبادل"، مشيداً بما تضمنه الخطاب من الدعوة لبذل الجهود الإنسانية المشتركة للوصول إلى ما يعزز التعاون البشري المطلوب والقواسم المشتركة بين شعوب العالم، مؤكداً على أن هذه الدعوة تلتقي مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التعاون في المشتركات الإنسانية من خلال الحوار الذي هو السبيل الأجدى للتواصل بين شعوب العالم من أجل تحقيق التعايش والعدالة والأمن والسلام.