يفتتح، في العاصمة النمساوية فيينا، غدا، مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رئيس وزراء جمهورية النمسا المستشار فيرنر فايمن، نائب رئيس وزراء النمسا وزير الخارجية ميخائيل شيبندلاجر، وزير خارجية مملكة إسبانيا خوسيه مانويل جارثيا مارجاللو، فضيلة شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب، أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ووزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وعدد كبير من الشخصيات الدولية، وبحضور أكثر من 600 شخصية من أتباع الأديان والثقافات من مختلف دول العالم. وأكد نائب المستشار النمساوي ووزير خارجية النمسا الدكتور ميخائيل شبيندل أيغر أن افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار قد حقق حلما كبيرا نحو إقامة منتدى دولي دائم لحوار أتباع الأديان والثقافات، وقال في تصريحات ل«عكاظ» بمناسبة حفل افتتاح مركز الملك عبدالله العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات إنه يشعر بفخر لوقوع الاختيار على النمسا لاحتضان هذا الصرح العالمي الذي يحقق تطلعات الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي تنطوي على التعايش السلمي واحترام الآخر. وأضاف أن «المركز يتجاوب مع الدبلوماسية النمساوية التي تعطي فرصة كبيرة للتنوع واحترام الآخر». وأشار إلى أن حفل افتتاح المركز يشكل حجر أساس للمنتدى العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات، والذي تنوي الأممالمتحدة استضافته في عام 2013 في فيينا، ويحمل شعار «اتحاد الحضارات». في سياق متصل، أشار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا وعميد السلك الدبلوماسي العربي الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي ل«عكاظ» إلى أن افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات في فيينا دليل واضح على جهود الملك المفدى في أن يكون هناك حوار بناء بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة؛ لإيجاد أرضية صلبة في التعاون وتبادل الآراء بين أتباع الأديان والثقافات بطرق حضارية سلمية بعيدا عن الصدامات. وقال «لا شك أن الحدث يدل بصورة واضحة على الوعي الكامل والإدراك العميق لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبعد نظره الدال على إيمانه العميق بدينه وقوميته ووطنه»، وحول رؤيته لدور المركز في التمهيد لمزيد من الحوار وتفعيل التفاهم حول صورة الإسلام في أوروبا والعالم، رأى أن افتتاح مركز الملك عبدالله العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات سيكون خطوة ثابتة وجريئة بشكل عام في القارة الأوروبية، مضيفا أنه سيؤهل الثقافات المختلفة لتبادل الآراء، ما يساعد في تحقيق المودة والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة. وعن التجاوب مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات، قال «وجدت خلال عملي الدبلوماسي اليومي تجاوبا كبيرا من قبل شرائح المجتمع الألماني مع المبادرة، كما وجدت أن هنالك تقديرا واحتراما للملك الإنسان وللملك المسلم المعتد بدينه وعروبته»، لافتا إلى أن الإسلام دين سمح وذو شفافية مطلقة تمكن من السعي للحوار بين أتباع الأديان، وتعزز سعي المسلمين للتقارب مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة، حتى وإن اختلفت مع عقيدتنا وثقافتنا. يشار إلى أن الركيزة الأساسية لتأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تعود إلى كلمة الملك عبدالله في الدورة الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية بمكة المكرمة في 5 و6 ذي القعدة 1426. وفي 13 رجب 1429ه، رعى خادم الحرمين الشريفين، بحضور جلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة إسبانيا، افتتاح أعمال المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على مدى ثلاثة أيام، واستضافته إسبانيا في العاصمة مدريد. وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا رفيع المستوى يومي 12 و13 نوفمبر 2008م للحوار بين أتباع الأديان، بناء على دعوة خادم الحرمين الشريفين وفقا لما تضمنه إعلان مدريد. وفي أكتوبر 2011، قامت المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا، إدراكا منها بأهمية الحوار، بالتوقيع على اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICIID) في فيينا. ودخلت اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات حيز التنفيذ في أكتوبر 2012 م. وسيكون المركز منبرا حواريا يوفر منصة مستمرة ومستقرة للحوار العالمي، وسيسعى إلى تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية، كمدخل لإحلال الوئام محل الصدام، ونزع فتيل النزاعات، والمساهمة في تحقيق الأمن والسلام العالميين، وسيشكل آلية أساسية في دعم المشترك الإنساني، ومنع الصراعات وحلها، وأن يكون آلية أساسية ومهمة للسلام المستدام والتماسك الاجتماعي.