شكلت لجنة متابعة المؤتمر العالمي للحوار في اجتماعها المنعقد في فيينا أمس 6 ورش عمل لمناقشة سبل تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر العالمي الأول للحوار، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مدريد في شهر رجب 1429ه برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي أن لجنة المتابعة قررت تقسيم العمل لوضع خطط موضوعية علمية للتنفيذ الميداني المشترك للقرارات والتوصيات التي تضمنها إعلان مدريد. ولفت التركي، بحسب وكالة الأنباء السعودية، إلى أن ورش العمل تعقد من خلال جلسات اللجان الفرعية، مشيراً إلى أن هذه الورش ستبحث في حرية الأديان، والمسؤوليات المشتركة لحماية البيئة، وحماية المرأة والعائلة، وشؤون الكرامة الإنسانية، والتعاون في المشترك الإنساني. وأضاف: «إن رؤساء الورش سيعرضون على لجنة المتابعة ما توصّل إليه المشاركون في اللجان الفرعية، ما يعين على التوصل إلى صيغة نهائية مشتركة لتنفيذ قرارات المؤتمر العلمي الأول للحوار وتوصياته». وكانت اجتماعات لجنة متابعة حوار الأديان بدأت في فيينا أول من أمس، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا الأمير منصور بن خالد آل سعود، والدكتور عبدالله التركي، والأمين العام لوزارة خارجية النمسا يوهانس كيرلي، وممثلين عن أصحاب الأديان والثقافات. واستهل الأمين العام لوزارة الخارجية النمسوية الاجتماع مشدداً على أهمية الحوار بين الأديان، خصوصاً أنه يعقد في النمسا التي تعتبر صلة بين أوروبا والعالم العربي والإسلامي. وأوضح أن النمسا ستقترح العام المقبل، بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، عقد مؤتمر حول الثقافات. من جهته، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي «إن هذا اللقاء يجمعنا على مهمة مشتركة تسهم في بناء مجتمعات إنسانية مترابطة بأواصر العدالة والتعاون، وتقل فيها مشاهد الصراعات المأسوية التي طالما فتكت بالفئات المستضعفة المغلوبة على أمرها، وتواجه فيها النعرات والأحقاد الدفينة التي طالما أعانت الفئات الغالبة القوية على البغي والعدوان». وأكد أن مبادرة خادم الحرمين بالدعوة الى الحوار بين أتباع الأديان والحضارات تسعى إلى تحقيق التعايش الإيجابي والتعاون البنّاء، ومواجهة التحديات التي تؤرق عقلاء الأمم وتدعوهم إلى تلمس الحلول الناجعة للمشكلات والأخطار التي تعاني منها شعوب العالم. ولفت إلى أن الرابطة نظمت مؤتمرين مهمين، أحدهما في مكةالمكرمة، والثاني في مدريد، مضيفاً أنه صدر عن المؤتمر بيان ختامي حمل اسم «إعلان مدريد»، تضمن عدداً من المفاهيم المشتركة والمبادئ التي يمكن الانطلاق منها نحو حوار جاد وهادف ومثمر بين المجموعات الحضارية والدينية المكونة للأسرة البشرية. وأعرب عن أمله بأن ينطلق هذا الاجتماع من إعلان مدريد، لبلورة عمل مشترك يسهم في التصدي للعوائق التي تعترض طريق التعاون بين الفئات المختلفة للمجتمع الإنساني، وفي مقدمها أطروحات الصراع بين الحضارات، والتنظير لمستقبل العلاقات الدولية على أساس حتمية هذا الصراع.