اختتمت مساء اليوم فعاليات ملتقى " إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي تقيمه الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ، ويستضيفه نادي الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود ، بلقاء أعضاء الجمعية بسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وحضور صاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد عضو هيئة التدريس بالجامعة ونائب رئيس الجمعية العلمية للعقيدة والأديان المشرف على الملتقى ووكيل جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن سالم الرويس . وقد ألقى صاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد كلمة رحب فيها بسماحة المفتي والحضور ، مسلطاً الضوء على أهمية الاعتصام بالكتاب والسنة وأنه وسيلة النجاة من المناهج والأفكار الهادمة التي ظهرت في هذا العصر ، حامدًا الله على نعمة الدين الإسلامي وصحة العقيدة والأمن والطمأنينة وتحقيقهما في هذه البلاد . وتحدث سموه عن جهود علماء هذه البلاد ودورهم في إرساء مبادئ العقيدة الصحيحة التي يتحقق بها المصلحة الدنيوية والدينية والأخروية ، منوهاً بدور الجمعية في استضافتها لعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء في هذا الملتقى العلمي ليبينوا للناس المنهج الصحيح ، وكيفية التعامل مع هذه المستجدات ، وكيفية الدفاع والذود عن جناب الرسول صلى الله عليه وسلم. وتوجه في ختام كلمته بالتضرع إلى الله بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وأن يمن عليه بالشفاء ويوفقه لما يحبه ويرضاه ويعز به الإسلام والمسلمين ، وأن يشد عضده بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - معرباً عن شكره للعلماء على جهودهم البارزة في توضيح المنهج الصحيح . عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة كلمة استهلها بحمد الله والثناء عليه مبيناً مكانة النبي صلى الله عليه وسلم . و تحدث عن أهم حقوقه وهي الإيمان به وطاعته ومحبته وإنزاله المكانة اللائقة به و اتباع سنته والصلاة والسلام عليه مستشهدًا بقوله تعالى " الر, كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"وقال سماحته : الله جل وعلا بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل ، وبعثه بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ظلمات الكفر والشرك ، وسوء الأخلاق ، والمجتمع في تلك الفترة كان على جاهلية جهلاء وأمية عمياء ، لا يعرفون شيئاً، والجهل مسيطر عليهم في جميع نواحي الحياة ، فبعثه لله بالهدى ودين الحق، بشيرًا ونذيرًا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، من ظلمات الكفر والفساد ، وغيره إلى النور ، نور الحق والإسلام ، بعثه بالدين الكامل فنسخ جميع الشرائع قبله ، وألزم الناس كلهم طاعته و اتباع شريعته . و استشهد سماحة المفتي بقول الله تعالى : "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا "وقال : "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا " وقال: "إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا" ، وتحدث سماحته عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم من بدء نزول الوحي عليه في مكة ، ودعا قومه وجميع العرب في ذلك الوقت إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده ، لأنهم كانوا فارقوا الحنفية، وعبدوا مع الله غيره، من الأصنام والأحجار والشمس والأولياء والجن وغير ذلك، فدعا الرسول الكريم إلى التوحيد ،إلى قول لا إله إلا الله ، الكلمة العظيمة التي تميز المسلم من المشرك ، دعاهم إليه ليطبقوها في سلوكهم وحياتهم ، وأن تكون المحبة الخالصة لله وحده لا شريك له، لكن المشركين لما عرفوا وعلموا حقيقة دعوته تعجبوا منه، واستهزؤوا به . وأشار إلى أهمية العقيدة وأنها لابد منها في الحياة ، بأقسام التوحيد الثلاثة ،الألوهية والربويبة والأسماء والصفات ، مؤكداً ضرورة بيان العقيدة الصحيحة للناس ، والتركيز عليها ونبذ ما يخالفها من سلوكيات الناس ، وعدم الإعراض عنها وعن بيانها . وقال :" إننا الآن في زمن كثر فيه الفتن ، وكثر الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، لهذا يجب على هذه الجمعية أن تضع نصب عينيها الدفاع عن الدين والعقيدة والسنة وصاحبها صلى الله عليه وسلم بالحجة والبرهان . عقب ذلك أجاب سماحته على أسئلة الحضور . مما يذكر أنه سبق اللقاء ورشة عمل لتطوير عمل الجمعية العلمية السعودية للعقيدة والأديان والفرق والمذاهب تناولت تطوير عمل الجمعية وإيجاد وسائل معاصرة لنشاطات الجمعية . //انتهى //