أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مطار حماة العسكري في وسط سوريا تحول إلى سجن تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب والقتل بحق آلاف المعتقلين الذين تكتظ بهم أبنية المطار منذ أشهر. وقال المرصد ، في تقرير ، إن المطار تحول إلى معتقل لصالح جهاز المخابرات الجوية حيث يحتجز فيه الآلاف من أبناء محافظة حماة ، وتمارس عليهم أقسى أنواع التعذيب والقتل الوحشي دون رادع أخلاقي أو تأنيب ضمير. وبيّن أن السلطات السورية تقوم منذ منتصف شهر مارس من عام 2011م بحملات اعتقال تطال كل من هو في محل شك أو كُتب عنه تقرير من المخبرين دون التأكد من صحة التقرير. وأضاف أنه نتيجة لذلك ، فقد امتلأت السجون حتى بدأت السلطات باستخدام الكثير من المرافق العامة كسجون ، مثل ملاعب كرة القدم أو المدارس أو بعض المراكز الحكومية والعسكرية ، ومنها مطار حماة. وقال المرصد إنه استند في تقريره على زهاء 700 حالة تم توثيقها في المعتقل ، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من المعتقلين قضوا تحت التعذيب ، وأن جثث البعض من هؤلاء بقيت أيامًا بين المعتقلين قبل أن يتم إخراجها. ونقل التقرير عن ناشط أمضى فترة اعتقال في مطار حماة أنه يتم تكديس السجناء في ملاجئ الطائرات ليصل عددهم أحيانًا في الملجأ الواحد إلى أكثر من خمس مئة سجين. وأضاف الناشط: "يمكن للمرء أن يتخيل كيف يكون الوضع في فصل الصيف عندما تتخطى درجات الحرارة الخمسين درجة مئوية ، وهو ما أدى إلى وفاة الكثيرين". وقال ناشطون كانوا معتقلين في المطار للمرصد إن كل أنواع التعذيب المعروفة تمارس كاستخدام التيار الكهربائي لصعق المعتقلين ، إلى إذلالهم جنسيًا وتعريتهم وضربهم بقسوة وجلدهم وسوء تغذيتهم وإطلاق كل أسماء الحيوانات عليهم ، إضافة إلى ابتزاز ذويهم بالمال. وأكد المرصد أنه وثق عشرات الحالات المختلفة من قتل وتعذيب وإصابات مختلفة وعاهات مستديمة ، متحفظًا عن ذكر أسماء ضحاياها حاليًا حفاظًا على سلامة عائلاتهم ومنعًا لمحاسبتهم مرة أخرى. // انتهى //