أدى المسلمون صباح اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي الشريف، وفي مختلف أنحاء المملكة، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل. فقد أم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، جموع المصلين من أهالي مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام الذين اكتظت بهم ساحات المسجد الحرام منذ ساعات الصباح الأولى لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك، واوصى فضيلته في مستهل خطبته المسلمين كافة بتقوى الله عز وجل، وأن يتذكروا الحشر برؤية هذه الجموع، ويعدوا ليوم الرجوع، ويتقوا يوماً يرجعون فيه إلى الله عز وجل. وقال فضيلته //حجاج بيت الله وقفتم على مدارج الرسل والأنبياء ومتنزل الوحي من السماء هنا الإسلام وهذا مركزه وهنا منتهاه في هذه الا فياء شرعة الشريعة وأحكمت الأحكام وعلى هذه الصعودات أكمل دين الإسلام هنا ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهنا أوحي إليه هنا ابتدأ دعوته وتلقى الأذى الأول في سبيل ربه فصبر عليه هنا ختمت في عهده الفتوح وهنا ودع أصحابه وأمته من هذه الربا وتلك السفوح وهنا نزلت الآيات لأولى من القران الكريم وهنا تليت فأطرقت لها الأودية والتلال هذه كعبة الله المعظمة وهذا مقام إبراهيم وذاك الصفا والمروة وهذا زمزم والحطيم هذه الأرض بشعائرها هي ملهمة المسلمين عبر السنين وهي أماني العباد والصالحين مهما نأت بهم الديار وتطاولت بهم الأعمار على هذه الربا تغسل الخطايا ويعود الحاج نقيا كما ولدته أمه وليس مكان في الدنيا له ميزة كهذا المكان فقدروا للبيت حرمته وتلمسوا من الزمان والمكان بركته فنبيكم صلى الله عليه وسلم يقول// من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه //وفي الصحيحين// والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة //نزلتم منى ووردتم بيت الله ومن قبل وقفتم في عرفات ثم ازدلفتم عند المشعر الحرام وتقلبتم في ربوع يلهج فيها بالتلبية والتكبير وتعلن فيها الوحدة والتوحيد هرصات يذكر فيها اسم الله ويعظم ويغفر للحاج الموفق ويكرم . وأضاف // معاشر الحجيج إن يومكم هذا يوم مبارك رفع الله قدره وأعلا ذكره وسماه يوم الحج الأكبر وجعله عيدا للمسلمين حجاجا ومقيمين في هذا اليوم الأغر يتوجه الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة بسبع حصيات ثم يذبح هديه إن كان متمتعا أو قارنا ويحلق رأسه وبهذا يتحلل التحلل الأول ويباح له مكان محرم بالإحرام إلا الجماع ثم يتوجه الحاج إلى مكةالمكرمة ليطوف طواف الإفاضة . ثم يسعى بين الصفا والمروة ولا حرج في تقديم بعض هذه الأعمال على بعض . وتابع / حجاج بيت الله الحرام الواجب عليكم أن تبيتوا الليلة بمنى إتباعا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويوم غد هو اليوم الحادي عشر وهو اليوم الأول من أيام التشريق .فأكثروا من ذكر الله وتكبيره في الأيام المباركة امتثالا لأمر ربكم وإتباعا لسنة نبيكم واقتفاء لأثر سلفكم/ . وقال فضيلته // أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هنيئا لكم هذا العيد جعل الله إياكم دوما سرورا وزادكم بالعيد بهجة وحبورا تقبل الله طاعاتكم وأعلا درجاتكم وكفر عنكم من سيئاتكم وأعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة جمعاء بالخير واليمن والسعادة والعز والنصر والتمكين للإسلام والمسلمين . العيد عمل يقبل ورحم توصل وذكر لله وشكر وفرح بنعمة الله ولهو مباح لا يصد عن ذكر الله فهنئوا بعيدكم أيها المسلمون// . وأبرز فضيلته مناقب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال // لقد كان في حج النبي صلى الله عليه وسلم عبر ومواعظ وحكم وأحكام أرسى بها قواعد الدين ومبادئ العدل خطب الناس وودعهم بعد استقرار الشريعة وكمال الدين وتمام النعمة .فقرر التوحيد وألغى معاني الطبقية والعنصريات وقرر حقوق المرأة ونبذ الربا وحفظ النفوس والأموال والأعراض .وحري بالمسلمين أن يستلهموا من توجيهات نبيهم أرقى المبادئ وأقوم السبل وانجح الطرق للعدالة وإسعاد البشرية في الدنيا وفي الآخرة //. // يتبع //