أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة ماليزيا فهد الرشيد أن العالم الذي نعيش فيه اليوم عالم يقوم على التعايش والتواصل وتبادل المصالح والمنافع التي تقوم عليها حياة الإنسان، مفيداً أنه من المغالطة القول بإمكان حياة الإنسان في هذا العالم منعزلاً عن مجتمعه المحلي والدولي ذلك المجتمع الذي كتب الله عليه أن يكون مختلفا على مذاهب شتى في الأديان والمعتقدات وأساليب الحياة إلا أنّ ذلك التعايش الضروري لا بد أن يؤدي إلى نوعٍ من الخلاف الذي قد يصل أحياناً إلى النزاع والتنافر والتباغض والتقاتل، ما لم يُضبط بضوابط تحكم حياة المجتمعات باختلاف مذاهبها ومعتقداتها، وما لم يؤمن أصحاب تلك المذاهب بأهمية الحوار في تحقيق التعايش السلمي الراقي. وقال في تصريح له بمناسبة تنظيم ندوة علمية بعنوان "مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات" بمقر الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا : لقد فطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيّده الله بما منحه الله من حنكة سياسية وبعد نظر إلى ضرورة الحوار بين الأديان والحضارات في تأصيل السلم والأمن العالميّ، فأطلق مبادرته للحوار بين أصحاب الأديان والحضارات الإنسانية، معلناً في خطابه الشهير أن "حوارنا مناصرة للإيمان في وجه الإلحاد، والفضيلة في مواجهة الرذيلة، والعدالة في مواجهة الظلم، والسلام في مواجهة الصراعات والحروب، والأخوّة البشرية في مواجهة العنصرية". ومضى قائلاً : لقيت دعوته -حفظه الله- صدىً واسعاً من قبل أصحاب الديانات لعلمه الأكيد أن الحوار هو الأسلوب الأمثل في حل قضايا الخلاف، وفي بلورة رؤىً مشتركة تُجمع عليها أطراف الخلاف، لتجعل من اختلافها سبيلاً إلى إيجاد مبادئ مشتركة تنطلق منها في تحقيق التعايش الحضاري. وأكد أن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية جاءت متماشية مع هذا النهج الحكيم الذي يقوم على مبدأ السلم والحياد وعدم تحميل المواقف السياسية أكثر مما تحتمل، بل بالمبادرة الدائمة على تقديم التحاور والتفاوض بين الأطراف المتنازعة . وأوضح الرشيد أن تلك المبادرة تبعتها خطوات عملية ومناشط حوارية علمية مثل إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين إتباع الأديان في فيينا ومناشط حوارية علميه داخل المملكة وخارجها، لجمع أصحاب الكلمة وحَمَلة الفكر والثقافة في دواوين، تسعى لإبراز نقاط الاتفاق قبل بحث أوجه الاختلاف، وجمع الكلمة . وأفاد أن الندوة التي تنظمها الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بالتعاون والتنسيق مع الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا هي واحدة من تلك المناشط التي تعزز هذا المبدأ وتنمّي فكرته، وتبحث في أبعاده الإستراتيجية بنظرة متعمقة وآفاق واسعة . //انتهى//