أوفد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى بعثة رفيعة المستوى برئاسة السفير أفق كوهسين المراقب الدائم للمنظمة لدى الأممالمتحدة بنيويورك إلى ميانمار وذلك على أثر موجة العنف التي اندلعت ضد مجتمع المسلمين الروهنجيا والاطلاع على محنتهم التي طال أمدها وذلك تنفيذا لتوجيهات القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة التي عقدت في مكةالمكرمة يومي 14 و 15 أغسطس 2012م. وسعت البعثة من خلال مهمتها التي قامت بها من 5 إلى 15 سبتمبر 2012م، إلى تسجيل الملاحظات الأولية بخصوص الأسباب الحقيقية الكامنة وراء المشكلة وتأثير أعمال العنف الذي وقع في ولاية راخين واستكشاف الظروف والجوانب المختلفة للزيارة التي يرتقب أن يقوم بها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وإجراء الاتصالات اللازمة حول السبل والوسائل التي تمِّكن منظمة التعاون الإسلامي من تنفيذ عمليات للمساعدة الإنسانية والإغاثة في ولاية راخين . وأجرت البعثة اتصالات مكثفة مع سلطات الاتحاد وولاية راخين حول السبل والوسائل الكفيلة بتمكين كل من منظمة التعاون الإسلامي وحكومة ميانمار من المشاركة والتعاون للتشجيع على اتخاذ خطوات بناءة لإعادة التأهيل والمصالحة فيما بين الطوائف. واستقبل وفد المنظمة في العاصمة "ناي بيي تاو" الوزراء الاتحاديون للشؤون الخارجية والحدود والداخلية والشؤون الاجتماعية، والتقى في سيتوي مجددا بالوزراء الاتحاديين لشؤون الحدود، بحضور رئيس وزراء ولاية راخين. وأجرى الوفد مناقشات مستفيضة حول مشاعر القلق التي تساور الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وذلك من أجل تسهيل عملية البحث عن الحلول المستدامة والدائمة للقضايا الراهنة، في إطار عملية الدمقرطة والإصلاح والتنمية الجارية في هذا البلد. وتطرقت بعثة المنظمة خلال هذا اللقاء لمواضيع شملت ضمان سيادة القانون والمصالحة فيما بين الطوائف والتمتع بالرفاه الأساسي والحقوق الإنسانية الأساسية لكل الجماعات واحترام الهويات والقيم الثقافية والعرقية والدينية في ولاية راخين، وذلك باعتبارها آمالا وتطلعات أساسية تنشد الدول الأعضاء في المنظمة تحقيقها. وقد وقعت بعثة المنظمة يوم 11 سبتمبر 2012م في "ناي بيي تاو" مذكرة تعاون مع وزارة شؤون الحدود لتنفيذ البرنامج الإنساني لفائدة كل المجتمعات التي تعيش داخل ولاية راخين. وفي إطار مذكرة التعاون هذه، سيكون للمنظمة حضور في مجال التنسيق والمراقبة في يانغون وسيتوي لمساعدة الاتحاد والسلطات المحلية لإنجاز النشاطات الإنسانية. كما قدمت البعثة عرضاً لسفراء الدول الأعضاء في المنظمة والتقت بالمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لميانمار فيجاي نامبيا، وكذا بممثلين عن عدد من الهيئات الدولية الحكومية وغير الحكومية. وستساعد المداولات المشار إليها أعلاه في إقامة تعاون مثمر بين حكومة اتحاد ميانمار وبين منظمة التعاون الإسلامي والتي نشكر عليها سلطات ميانمار، إلا أن المشكلة يجب ألا تعالج في جانبها الإنساني فحسب. وقد غادرت بعثة المنظمة يانغون يوم 15 سبتمبر 2012م. //انتهى//