يعد دور المملكة العربية السعودية في دعم التضامن الإسلامي والمحاولات المستمرة للتوفيق بين المسلمين وجمع كلمتهم اتباعا للنهج الذي قامت عليه المملكة وتمسكت به منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز - رحمه الله - وهو نهج إسلامي ثابت قائم على خدمة الإسلام والمسلمين ودعم التضامن العربي والإسلامي . فقد اضطلعت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - بمسؤوليات جسام تجاه أبناء الأمة العربية والإسلامية، ثم تجاه المجتمع الإنساني ولأهمية العمل الجماعي وفوائده فقد أسهمت حكومة المملكة في تأسيس أربع منظمات سياسية إقليمية وعربية وإسلامية ودولية ، فالتاريخ يشهد على تأسيس مجلس التعاون عام 1401ه/1981م، ومن قبله منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1389ه/ 1969م. كما أن المملكة من الدول العربية السبع التي أسست جامعة الدول العربية عام 1364ه/1945م ، إضافة إلى من الدول الإحدى والخمسين المؤسسة لهيئة الأممالمتحدة على أنقاض عصبة الأمم عام 1364ه/1945م . ولم تكتف المملكة بدورها المؤسس لهذه المنظمات ، بل دعمت مواثيق هذه المنظمات مادياً ومعنويا وتطوير مؤسساتها وأنشطتها المتعددة والرقي بها . وإيماناً بأهمية دور المملكة العربية السعودية الرائد في جميع المحافل الدولية والإقليمية حرص قادة هذه البلاد منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى الوقت الحاضر على الإسهام بدور مؤثر في تأسيس أهم المنظمات العالمية والإقليمية ودعمها . وقد بدأت المساعدات والمعونات وأشكال الإغاثة مع قيام الدولة السعودية ، حين أرسى الملك عبد العزيز - رحمه الله - قواعد العمل الإنساني في مساعدة المحتاجين في وقت كانت فيه المملكة محدودة الإمكانيات وفي ظل احتياجات ضخمة لتأسيس قواعد الدولة . وكانت أول المساعدات السعودية في عام 1370ه - 1950م حيث تعرضت البنجاب لفيضانات مدمرة ، فكانت اليد السعودية في موقع الحدث تبذل وتواسي وتساعد ضحايا الكارثة ، وفي عام 1371ه - 1952 م استطاعت الحكومة السعودية من تشييد مدرسة كبيرة في القدس تتسع ل500 طالب يتلقون رعاية كاملة من غذاء وعلاج وتعليم وملبس ومأوى، ورصد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لهذه المدرسة 100 ألف دولار سنويا ، كما أنشأت مستشفى حديث يقدم العلاج والدواء بلا مقابل ، وإن التاريخ يسجل للملك عبدالعزيز مواقفه الراسخة في دعم وتعزيز التضامن العربي والحرص على وحدة الصف ونبذ الخلافات والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف . وقد أرسى - رحمه الله - مرتكزات السياسة السعودية القائمة على التوازن والشفافية ، وقيام أبنائه من بعده بالعمل على تنفيذ تلك المرتكزات عربيا وإسلاميا ودوليا . ولم ينقطع الدعم بل وواصلت الحكومة السعودية عطاءها ففي عهد الملك سعود - رحمه الله - أنشأت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1381ه بهدف جمع شمل المسلمين والدفاع عن كيانهم ومستقبلهم والارتقاء بمكانتهم بين الأمم . // يتبع //