حققت المملكة خلال ثماني خطط تنموية منجزات تنموية عملاقة، شملت البنية الأساسية على امتداد الوطن ومختلف القطاعات الخدمية والإنتاج في تخطيط تنموي اتسم بالتوازن والشمولية، فاستطاعت أن تحقق في آن واحد مزيجا فريدا من التطور المادي والاجتماعي ونشر ثمار التنمية في كل أرجائها بشكل واكبه الإنسان السعودي بطموحاته، فهو المحور الدائم الذي تتجه إليه كل جهود التنمية التي استهدفت بالأساس رفاهيته وتقدمه واستقراره وأمنه اجتماعيا واقتصاديا في الإطار الرحب لقيم وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة. ويبرز اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين بكل ما يهم الوطن والمواطن من خلال ما حققته قطاعات التنمية في المملكة من نجاح وما وصلت إليه من خلال تقدم يمكن ملاحظته بوضوح من خلال رصد للعطاءات والإنجازات للقطاعات الحكومية والإدارات بإحصاءات وبيانات تجسدها لغة الأرقام بصورة مشرفة. فقد حظي التعليم في المملكة بعناية خاصة بوصفه اللبنة الأساسية لبناء المواطن والوطن وتتابعت العناية بالتعليم عبر خطط التنمية الخمس للمملكة حتى وصل عدد الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام والعالي بنين وبنات للعام 1428 / 1429ه إلى أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة، يقوم على تعليمهم نحو 468 ألف معلم ومعلمة من خلال نحو 33.5 ألف مدرسة. وبلغ عدد الطلاب التابعين لوزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 1428/1429ه أكثر من 2.510.489 طالبا يشرف على تعليمهم 217.613 معلما يدرسون في 15066 مدرسة. فيما بلغ عدد الطالبات الدارسات في مختلف مراحل التعليم2.438.007 طالبات يقوم على تعليمهن نحو 250.236 معلمة، ويتلقين تعليمهن في 18403 من المؤسسات التعليمية. وتوضح الإحصاءات الرسمية أن المملكة تعيش حاليا نهضة تعليمية شاملة ومباركة، توجت ب 24 جامعة حكومية وسبع جامعات أهلية تضم 220 كلية جامعية يدرس بها أكثر من 702 ألف طالب وطالبة يشرف على تدريسهم نحو 30 ألف عضو هيئة تدريس. وحرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير الخدمات الصحية لجميع المواطنين في جميع المدن والمحافظات والمراكز والارتقاء بها إلى أفضل المستويات فقد بلغ عدد المستشفيات لجميع القطاعات الصحية بالمملكة حتى نهاية العام 1428ه، 387 مستشفى حكوميا وخاصا تضم أكثر من 53519 سريرا منها 225 مستشفى حكوميا تساندها مراكز الرعاية الصحية التي بلغ عددها للعام نفسه 2000 مركز صحي. تطور النقل ويتواصل التطوير والنماء في قطاع النقل الذي يعد من الركائز الأساسية التي تستند عليها قطاعات التنمية الأخرى، إذ بلغ طول شبكة الطرق التي تم تنفيذها حتى عام 1428/ 1429ه أكثر من 186 ألف كيلومتر من الطرق المسفلتة والترابية، الممهدة منها أكثر من 56 ألف كيلومتر من الطرق المسفلتة، وتضم طرقا سريعة ومزدوجة ومفردة ونحو 130 ألف كيلومتر من الطرق الزراعية الممهدة. وارتفع عدد الأرصفة في الموانئ السعودية حتى بلغ عام 1428 / 1429ه 184 رصيفا مجهزا تجهيزا عاليا لاستقبال جميع أنواع السفن ذات الأحجام والحمولات المختلفة عبر ثمانية موانئ. كما ارتفع حجم البضائع المناولة إلى نحو 155 مليون طن وزني عام 2008، صادرات وواردات عدا النفط الخام. وارتفعت قيم صادرات المملكة السلعية بما في ذلك وقود السفن خلال عام 2008، إلى نحو1.2 تريليون ريال فيما بلغ إجمالي قيمة واردات المملكة السلعية خلال العام نفسه نحو 431.8 مليار ريال. وبلغ إنتاج المملكة من النفط الخام خلال عام 2008، نحو 3366 مليون برميل، وبذلك يكون معدل إنتاجها لعام 2008، نحو 9.2 مليون برميل يوميا، وبلغت كمية صادراتها من النفط الخام في عام 2008: 2672.4 مليون برميل، أما صادراتها من المنتجات المكررة فبلغت 386.3 مليون برميل. وقد بلغ عدد المطارات بالمملكة 27 مطارا، منها أربعة مطارات دولية قادرة على استقبال أحدث أنواع الطائرات، فيما بلغ عدد الركاب القادمين والمغادرين عبر مطاراتها أكثر من 42.2 مليون راكب عام 2008، تم نقلهم بنحو 350 ألف رحلة. نمو اقتصادي وسجل الاقتصاد السعودي زيادة في معدلات النمو لقطاعات الاقتصاد الوطني خلال عام 2008، نتيجة استمرار جهود الإصلاحات الاقتصادية، وتحديث الأنظمة واتخاذ عدد من القرارات والإجراءات لتعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المتوازنة. وتشير الأرقام الأولية إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية «عدا رسوم الاستيراد» بنسبة 22.3 % خلال عام 2008، ليبلغ نحو 1746 مليار ريال. وقفزت المملكة في التصنيف السنوي لتنافسية بيئة الاستثمار الذي تعده مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، من المركز 67 بين 135 دولة في تصنيف عام 2005 إلى المركز 13 بين 183 دولة في التقرير الصادر العام الماضي. ودخلت المملكة ضمن ال 20 دولة الكبرى في العالم، حيث شاركت في قمة ال 20 التي عقدت في واشنطن في شهر نوفمبر 2008، ولندن في شهر إبريل 2009. وشكلت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أعلنها في قمة واشنطن بزيادة الإنفاق العام بالمملكة بمقدار «400» مليار دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة إسهاما ملموسا في حفز الطلب العالمي لتجاوز عوامل الركود الاقتصادي العالمي. صناعة وكهرباء وشهد المجال الصناعي السعودي توسعا وقوة نمو، إذ بلغ العدد الإجمالي للمصانع المنتجة والمرخصة حتى نهاية عام 2008، 4167 مصنعا، رأس مالها نحو 359.5 مليار ريال يعمل بها نحو 467 ألف عامل. ونمت مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية، إذ بلغت قدرات التوليد الفعلية لإجمالي شركات ومشاريع الكهرباء في المملكة حتى نهاية عام 2008: 34958 ميجا واط. ووصل إجمالي أطوال خطوط نقل الطاقة الكهربائية بين مناطق المملكة خلال الفترة نفسها إلى أكثر من 40 ألف كيلومتر دائري، وإجمالي أطوال شبكات التوزيع / كيلو دائري / 69 كيلو فولت فما دون، إلى 170 ألف كيلومتر دائري لخدمة نحو 5.414.000 مشترك بين منزل ومنشأة في 11500 مدينة ومحافظة ومركز وقرية وصلتها الطاقة الكهربائية. زراعة ومياه وأقامت وزارة المياه والكهرباء حتى نهاية عام 1427/ 1428ه، أكثر من 237 سدا بلغت طاقتها التخزينية أكثر من 863 مليون متر مكعب من المياه مع 115 سدا تحت التنفيذ يزيد إجمالي سعتها التخزينية عن 1.30 مليار متر مكعب إضافة إلى 46 سدا تحت إجراءات الترسية. وانطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين على توفير مياه الشرب للمواطنين في جميع أنحاء المملكة، تم إنشاء 30 محطة تحلية للمياه على البحر الأحمر والخليج العربي، بلغت طاقة التصدير الفعلي لها خلال العام 2007 أكثر من1.066 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، وتصل هذه المياه إلى أكثر من 40 مدينة ومحافظة ومركزا وقرية بواسطة أنابيب تجاوزت أطوالها 4165 كيلومترا. وازدهرت النهضة الزراعية بالمملكة من خلال التوجه السليم في سياسة زراعية رائدة حققت المملكة من خلالها الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في كثير من السلع الزراعية، إذ بلغ إنتاج الحبوب نحو ثلاثة ملايين طن. توسعة الحرمين وأولت المملكة عناية فائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بكل ما تستطيع، فأنفقت أكثر من 70 مليار ريال خلال الأعوام الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين: مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين، وتتضمن نزع الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والأنفاق والطرق. وفي إطار اهتمام حكومة المملكة بإنشاء المساجد فقد وصل عددها إلى أكثر من 70 ألف مسجد. عناية بالشباب كما أولت المملكة اهتماما خاصا بالشباب والمثقفين وما يتعلق بهم من نشاطات رياضية وثقافية، فارتفع عدد الأندية الرياضية إلى 156 ناديا، كما وصلت الاتحادات الرياضية إلى 22 اتحادا وتم إنشاء وافتتاح 21 بيتا للشباب وأربع ساحات شعبية و 17 مركزا رياضيا وثقافيا، و13 مدينة رياضية متكاملة في مختلف المناطق ومعسكرين دائمين للشباب، كما تم إنشاء 24 مقرا رياضيا للأندية. وفي المجال الأدبي والثقافي بلغ عدد الأندية الأدبية 16 ناديا موزعة في مختلف مناطق المملكة، وتعمل هذه الأندية على تفعيل الحركة الثقافية في مختلف أنحاء المملكة من خلال الندوات والمحاضرات والمؤتمرات ونشر الإبداع الأدبي والإنتاج الفكري