جلس ريك ستاينر، المتخصص في الحفاظ على الحياة البحرية والمنسق المشارك لإحدى الجماعات البيئية غير الحكومية، في طائرة محلقة يحدق في بقعة الزيت ذات اللونين البني والبرتقالي التي تغطي مساحات شاسعة من المحيط أسفله، وكشف عقب تفقده لموقع التسرب النفطي قبالة سواحل ولاية لويزيانا، «حجم النفط المتسرب هائل، فهو يمتد إلى آخر ما قد تقع عليه عيناك شرقا وغربا». ولدى إشارته إلى أن البقعة النفطية تغطي مساحة تصل إلى «500 ميل مربع؛ 408.7 كيلومتر مربع» من سطح المحيط، أوضح «هناك كمية هائلة من التسرب النفطي، وهؤلاء العمال سيعالجون هذا لشهور عدة مقبلة». وأعلن خبراء أن هذه قمة جبل النفط المتسرب فقط ، الذي قد يؤدي إلى خسائر فادحة في النظام البيئي والمستنقعات والحياة البرية، حيث تدفع البئر المنفجرة ما يتراوح بين 500 ألف إلى مليون جالون يوميا منذ عدة أسابيع. وكشف علماء ومسؤولون أن التسرب النفطي ربما يكون أسوأ كارثة بيئية في تاريخ أمريكا، وأن أضرارها قد تتجاوز الأضرار الناجمة عن حادث «إيكسون فالديز» عام 1989 الذي أدى إلى تسرب ما يقدر ب 10.8مليون جالون من النفط إلى شواطئ ولاية ألاسكا بأمريكا، وقد وصل النفط إلى شواطئ ولايتي ألاباما ومسيسيبي، وهو يتحول الآن باتجاه ولاية فلوريدا، ويتوقع البعض أن تحمله التيارات المائية بعيدا إلى الساحل الشرقى. وبدأ النفط في الزحف إلى الأهوار، التي تمثل مسكنا للكثير من الطيور ومعظم مصايد الأسماك ذات القيمة التجارية في المنطقة، كما أنه يتسرب إلى جذور النباتات ليقضي عليها نهائيا، وإذ تمثل هذه المنطقة جزءا صغيرا فقط من البيئة النباتية المحيطة، فإنه من الصعب تنظيف النفط هناك، ومن الممكن أن تموت الطيور من تناول السوائل السامة عند تنظيف النفط من ريشها، ويمكن أن تصاب بالعمى إذا دخل النفط إلى عيونها. كما أن النفط في أجنحة الطيور يمنعها من الطيران، ووفقا لما ذكرت إدارة لويزيانا للحياة البرية والمائية، فإن هناك 600 نوع من الحيوانات معرضة للخطر. ويبقى من غير المعروف إلى متى قد تستمر هذه الأضرار، لأنه بعد مرور 21 عاما على تسرب النفط من قبل شركة إيكسون، فإن ثلثي الأسماك والطيور المصابة في هذه المنطقة لم تتعاف بعد بشكل كامل.