توفر سوق السيارات القديمة وقطع غيارها فرصة ثمينة لأصحاب السيارات للعثور على قطع تناسب مركباتهم بأسعار معقولة بعد أن هربوا من الوكالات التي تبيعها لهم بأسعار مرتفعة، فهذه السوق المعروفة بالتشليح تشهد حراكا كبيرا يمثل سوقا هامشية لها أهميتها في توفير القطع المرغوب في شرائها أو حتى تلك التي لا توفرها الوكالات، وبعضها نادر بحيث لا يمكن الحصول عليه إلا في التشليح خاصة للموديلات القديمة، التي تجد ضالتها من جميع القطع المفقودة. يكشف بخيت الحربي، صاحب محل تشليح، مجريات العمل في سوق السيارات القديمة: «معظم السيارات التي نشتريها هي المصدومة من الحوادث والمعدومة والتي تكلف صاحب المركبة الكثير من المال، فهنا يضطر إلى بيعها لمحال التشليح بأسعار متفاوتة باختلاف موديل السيارة ونوعها، ونشتريها سواء الحديثة منها أو القديمة بأسعار تبدأ من ثلاثة آلاف وتصل إلى 25 ألف ريال، ونفرز الصالح من محركاتها وماكيناتها والجيربكس وغيرها من الأجزاء مع رمي وإتلاف الأجزاء غير الصالحة»، ويوضح: «أكثر من 85 % من أصحاب السيارات التالفة تماما من جراء الحوادث المرورية يبيعونها لنا بأسعار زهيدة وبدورنا نجزئها، كل قطعة على حدة». 9 آلاف شهريا ويشير عبدالرحمن الصاعدي، صاحب محل تشليح إلى أن مصائب قوم عند قوم فوائد: «نستفيد من السيارات التي تعرضت للحوادث المرورية بشكل كبير، فمثلا بيع المكائن يبدأ من ألفي ريال، كما أن كمبروسر التكييف بسعر 400 ريال بينما يكلف في الشركة أكثر من 1500 ريال وغيرها من قطع غيار السيارات، فالزبائن عندما يأتون إلينا يبحثون عن القطع الرخيصة الثمن وكذلك الجيدة التي يستطيعون استعمالها لعدة أعوام»، مضيفا: «دخل المحل في الشهر تتحكم فيه كثرة الإقبال وقلتها ولكن الدخل المتوسط يصل إلى تسعة آلاف ريال شهريا». زبائن التشليح ويؤكد عايض العتيبي أنه إذا وجد أي عطل في سيارته ودون أي تفكير يتجه مباشرة إلى محال التشليح لشراء القطع المستعملة منها لرخص ثمنها وجودتها في الوقت نفسه: «عندما أشتري أي قطعة يوجد عليها ضمان أفحصها وأتأكد من سلامتها من الأعطال والعيوب»، مشيرا إلى أن السيارة التي يمتلكها موديل كامري 2008 وعلى الرغم من أنها جديدة إلا أنها كثيرة الأعطال: «كنت في السابق أذهب إلى الشركة إلا أن التكاليف باهظة ما جعلني أصبح زبونا دائما لدى محال التشليح والبحث عن الرخيص وغير المكلف». في أحد المحال زبون ينقب بين السيارات الخربة عله يجد ضالته من قطع الغيار المستعملة، يوضح فارس المديني أن سيارته الكورلا 2004 تعطلت ماكينتها: «عند ذهابي للشركة وجدت أن شراء ماكينة جديدة يكلفني ما يفوق العشرة آلاف ريال، وقد أشار إلي أحد الأصدقاء بشراء الماكينة من تشليح السيارات، ولله الحمد وجدتها بسعر ألفي ريال، وما زلت أتفاوض في السعر لكي أشتريها ب1500 ريال»، مضيفا أن كثيرا من أصحاب السيارات يفضلون الشراء من محال التشليح حيث الفارق المادي الكبير