بدأت حكومة تايلاند حملة قانونية متعددة الجبهات على رئيس الوزراء السابق المخلوع ثاكسين شيناوترا بعد فترة وجيزة من تفريق قوات الجيش احتجاجات لأنصار ثاكسين استمرت شهرين في قلب العاصمة بانكوك. ويتوقع أن تطلب الحكومة رسميا مساعدة الشرطة الدولية «الإنتربول» في اعتقال وترحيل ثاكسين لمواجهة اتهام ضده بالإرهاب بسبب دوره المزعوم في تمويل وتنظيم الاحتجاجات. وأوضح متحدث باسم الحكومة: «في الحقيقة هذا مؤشر طيب أن يكون لدينا معارك قضائية بدلا من معارك شوارع. وهذا يظهر أن النظام عاد إلى ممارسة مهامه». وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «بانكوك بوست» أخيرا أن إدارة التحقيقات الخاصة ومكتب النائب العام ووزارة الخارجية سيعملون معا للاتصال بالإنتربول لإصدار إنذار أحمر ضد شيناوترا المطلوب الآن في اتهامات متصلة بالإرهاب في تايلاند. ونقل تقرير الصحيفة عن نائب رئيس الوزراء سوثيب ثاوجسوبان قوله إن «الحكومة التايلاندية تريد من الدول التي يلجأ إليها ثاكسين أن تسلمه لتايلاند لمواجهة تلك الاتهامات». وقال نائب رئيس الوزراء التايلاندي المكلف بالشؤون الأمنية إنه «إذا كان ثاكسين يعتقد أنه بريء، فلابد أن يعود للدفاع عن نفسه أمام تلك الاتهامات». وذكر سوثيب أنه لم يشعر بأي قلق إزاء قيام محامي ثاكسين بتقديم التماس للمحكمة الجنائية لإلغاء أمر الاعتقال لأن هذا رد فعل قانوني معتاد. ووافقت المحكمة الجنائية في تايلاند على إصدار أوامر اعتقال ضد عدد من كبار الزعماء المناهضين للحكومة ومن بينهم ثاكسين في اتهامات متصلة بالإرهاب ومن بينها التورط في أحداث العنف الأخيرة التي قام بها المتظاهرون المناهضون للحكومة وأسفرت عن خسائر ضخمة في الأرواح ودمار شديد. وتمت الإطاحة بثاكسين في انقلاب عسكري حدث في سبتمبر عام 2006 لاتهامه بالفساد وظل في المنفى منذ ذلك الحين. وعاد إلى تايلاند في فبراير 2008 لمواجهة اتهامات تتعلق بالفساد لكنه فر للمنفى مجددا وأدين غيابيا. وأعلن ثاكسين الهارب، في صفحته على موقع «تويتر» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي أنه لن يتنازل عن جنسيته التايلاندية «ولدت في تايلاند وأحب بلادي». وطلب من رئيس الوزراء الحالي، أبهيسيت فيجاجيفا، أن يفكر في التنازل عن جنسيته؛ حيث إنه مولود في إنجلترا، «كما أنه أصدر أوامر للقوات بقتل مواطنين من تايلاند»، على حد تعبيره. وكان محامو ثاكسين قدموا استئنافا يطالب بإلغاء أمر اعتقال صادر ضده على خلفية اتهامات. وذكر في مقابلة مع هيئة الإذاعة الأسترالية أنه لم يمول ما يسمى بتمرد أصحاب «القمصان الحمراء» ويتعين أن تتجاهل الشرطة الدولية أمر اعتقاله. ونفى ثاكسين أن يكون المتظاهرون أشعلوا الحرائق التي دمرت العديد من المباني الرئيسية ببانكوك في 19 مايو الماضي «لأنه لم يكن لديهم قدرات فنية للقيام بذلك» .